عصام محمد الأحمدي :
تجتاح عالمنا اليوم مجموعة من الأزمات والمتغيرات التي تلقي بظلالها على المجتمعات وتؤثر بصورة أو بأخرى على كيان المجتمع وتماسكه وتحدث نوعاً من الانحسار للقيم والعادات والتقاليد ما يشكل تهديداً لحياة الإنسان وعيشه بسلام ووئام.
ولعل ما يجري في مجتمعاتنا العربية بشكل عام ومجتمعنا اليمني على وجه الخصوص من صراع عصبوي وجهوي تزداد حدته كل يوم يؤكد الحاجة إلى
التقارب والتآزر والتكافل وإعادة لحمة المجتمع وتماسكه وترميم نسيجه المتهالك، وهذا ما تسعى إليه مهنة الخدمة الاجتماعية كمهنة إنسانية وضرورية لاستقامة الحياة واستقرار المجتمع من خلال تعزيز التضامن والتراحم والتعاون والتماسك داخل المجتمع وبث روح الألفة والمودة والتسامح بين أفراده ومعالجة ما يعوق تفاعلهم وما يثبط نفسياتهم.
يحتفل العالم باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية (العمل الاجتماعي) في شهر مارس من كل عام كتجسيد لمكانة المهنة وأهميتها في حياة الشعوب وللتذكير بقيمها ودورها، حيث جاء الاحتفال هذا العام الذي يصادف 20 مارس تحت شعار “تعزيز المجتمع والاستدامة البيئية” كشعار عالمي أقره الاتحاد الدولي للأخصائيين الاجتماعيين وتحت شعار “تعزيز صمود المجتمع في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في اليمن” كشعار للاحتفال باليمن بحكم الوضع الاستثنائي الذي يعيشه.
وبالرغم من أن إحياء الاحتفال باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية يكتسب أهمية كبيرة للتذكير بهذه المهنة الإنسانية النبيلة إلا أنها تبقى مهنة حاضرة كل يوم نمارسها ونحتاج إليها في حياتنا اليومية فمن منا لا تواجهه صعوبات ومشكلات، تتطلب منه معرفة العوامل والأسباب المؤدية لها ليتمكن من حلها بمساعدة أشخاص ذوي خبرة ومهارة في هذا المجال وهم الأخصائيون الاجتماعيون.
تظل الخدمة الاجتماعية ضرورة ملحة نحتاج إليها كل يوم وفي مختلف المجالات الإدارية والإقتصادية والتعليمية والطبية والعسكرية وعلى كافة المستويات الأفراد والأسر والجماعات والمجتمعات وهي بمثابة دينامو المجتمع من أجل النمو والتطور وبدونها يصبح المجتمع آلة معطلة غير قادر على التقدم واللحاق بركب الحضارة الإنسانية.