اليمن الاتحادي / خاص :
في معارك اليمن التي لا تنتهي تستمر معارك الانتماءات الضيقة ببعدها القبلي او المناطقي او السلالي.
وإذا كان الحوثي يعتمد على احقيته في حكم الآخرين على ما يسميه النسب الشريف، فإن مشايخ القبائل او الأعيان الاجتماعية تطلق أيضا ألقابا وثقافة ترسخ بعد التفرقة والتمييز.
وكانت واحدة من الحروب التي أطلقت في السنوات الأخيرة لحكم علي عبد الله صالح هو اظهار لقب أسرته الصغيرة وانه لا ينتسب الى عائلة الأحمر في حاشد
وذلك تم في اول بدء للصراع الحاد بين أصحاب المصالح من أقرباء الرئيس المقتول والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والفريق علي محسن الأحمر فقد انكر هؤلاء على علي عبدالله صالح لقب الاحمر بعد ثلاثين عاما من تقديمه للمجتمع بأنه منهم احمر من قرية سنحان التابعة لقبيلة حاشد.
لكن مع الخلاف السياسي اظهرت هذه القوى لقب( عفاش ) وانه اسم جد الرجل الحقيقي في حين كان علي عبد الله صالح يعاقب سابقا بقسوة من يفشي هذا السر.
تعليمات بتحويل اسم عفاش
ولكن مع 2011 وتنامي المعارضة لحكمه واسقاط كل ملامح الهيبة للرجل صار لقب عفاش الشتيمة المفضلة لخصومه.
وقابل الرجل الامر اخيرا بطريقة مغايرة وليس بالخجل من الاسم الذي قيل انه ينم عن عمل وضيع بعرف القبيلة حيث أطلق الرجل حملة مضادة مفاخرا بالاسم وانه يعود الى حصن حميري وبالتالي فعفاش من حمير أشهر ممالك اليمن القديم.
ورغم ان اقيال حمير ولقب الحميري تاريخيا وجغرافيا عرف به إقليم الجند الذي لا يمكن ان ينتسب إليه عفاش الا ان الرجل بدعاية دولته واجهزته عمل لنفسه حسبا ونسبا يواجه به سخرية ابناء منطقته الذي طالما اغدق عليهم وأبرزهم كقوة اقتصادية واجتماعية.
وسار أفراد أسرته على منوال التفاخر وبدلا من جعل اسم (عفاش ) محل خجل يتحول من وجهة نظرهم الى فخر وسمى بعضهم أبنائهم عفاش مثل ما فعل طارق ابن شقيق صالح.
حملة عنصرية ساذجة:
ومع تنامي قوة الحوثي واعتماده على خطاب عنصري يقوم على تقسيم المجتمع الى طبقات وانه ينتمي الى السلالة الهاشمية والتي يشكك فيها معظم اليمنيين
اطلقت حملات تعزز العنصرية ذاتها بالقول عن عنصر اليمني الاصيل الذي يعود الى مملكة سبأ وحمير.
واعتمدت خطابات إعلامية ساذجة وانفعالية لا معنى لها.
وتنامى الأمر حتى وصل لان يقدم الأخ غير الشقيق لعفاش نفسه باسم غير ما عرف به طوال ثلاثين عاما ويصدر له قرارا باسمه الجديد وهو علي صالح علي عبدالله عفاش الحميري بدلا عن اسمه السابق علي صالح الأحمر، لتتعزز مسيرة من تدهور الأمور في اليمن وتطال المؤسسات والقيم والعلاقات ايضا.