د / عبد القادر الجنيد:
أنا أنظر لدول الخليج، كلها، كشيء واحد.
قطعة إنجاز وحظ حسن، في دهر سقطت به بقية الأمة العربية في فشل وحظ عاثر.
السعودية، برزت بثروة نفطية وقاعدة صناعية ومقدسات إسلامية وتأثير ونفوذ معنوي ناعم في كل العالم العربي والإسلامي.
الإمارات، جعلت من نفسها محطة ترانزيت وخلية نحل لتقديم الخدمات وسوق لكل المنطقة وحتى العالم.
قطر، إبتكار لتصبح أكبر التجار والناقلين للغاز السائل الطبيعي، في العالم. وزادت بأن أصبحت أضخم قوة ناعمة بالجزيرة السياسية والرياضية وكأس العالم.
الكويت، كانت الأبرز بالتأثير الناعم، ولكنها انكفأت تلعق جراحاً أصابتها، ولكن لم تؤثر على حصافتها.
وبدلاً من أن يستمر الجميع فيما يعرفه ويتقنه وينفعه وينفع جيرانه والمحتاجين في كل العالم، فإنهم تاهوا وأدخلوا أنفسهم ومنطقتهم في طموحات “إمبراطورية” وأوهام وتنافس فيما بينهم ومستنقعات تبلع أموالهم وثرواتهم ومواهبهم وقدراتهم، وتفقدهم الهالة والتقدير الذي كان يصحبهم.
وربما تكون اليمن، أبرز من تأثر بالإشكالية الخليجية.
سنتان وخمسة شهور من إطالة الحرب المتعمدة والمآسي، بسبب حسابات وأجندات بين الخليجيين.
قناة الجزيرة، تعيد فتح مكتبها عند الإنقلابيين الذين كانوا قد قاموا في بداية الإنقلاب بإقتحامه ونهب محتوياته.
يقولون بأنهم لا يريدون أن يرث “الإخوان المسلمون” بلاد اليمن بعد الإنتصار.
ولكن اليمن، طويلة عريضة وكبيرة، فليشجعوا ويدعموا الأغلبية الصامتة والمدنية، لتصبح اليمن متوازنة ولا يرثها أو يمتلكها أحد، كما يريد كل من تجمعت لدية القدرة على التجمع والتنظيم سواء كانوا إخوان مسلمون أو سلفيون أو حوثيون أو عفاشيون، أو أي جماعات أخرى تحت أي هاجس أو هوى أو يافطة تعنيهم هم وحدهم.
من مصلحتنا أن ينتهي توهان الخليج، وأن يخرج من المستنقعات التي يتوغل داخلها وتستنزف ثرواته.
ومن مصلحتنا أن يسلم وينجو الخليج.
من مصلحتنا أن تسلم وتنجو اليمن، بحسب المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني.
القوى العالمية، لا يهمها تدهور الخليج.
يهمها فقط كيف تستثمر الخلاف، وأن تراهم يمزقون أنفسهم بأيديهم.
أما القوى التي استباحت بلاد العرب، من قبل، فهي ترى أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان.
نحتاج إلى إرتجال وإبتكار حل سحري، لإشكالية الخليج الحالية:
١- يحفظ ماء الوجه لكل أطراف “الإشكالية” الحالية.
٢- ويحفظ ثروات ومقدرات الخليج.
٣- ويعيد كل الخليج إلى طريقه في الصعود من نجاح إلى آخر.
٤- وتصل اليمن، إلى بر الأمان في قارب واحد مع دول الخليج كلها.
٦ أغسطس ٢٠١٧