18.8 C
الجمهورية اليمنية
6:22 صباحًا - 7 أبريل, 2025
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

الحرب والأزمة وتكوينات ماقبل الدولة

د. ياسين سعيد نعمان :

سيجد الجنوب نفسه في مسار خرافي إذا ما تخلى عن مدنيته التي اكتسبها مع الزمن وكانت سبباً في وحدته .
-لا يجوز أن يفكر الجنوب ، أو أي جزء من اليمن ، بعد هذا المشوار الطويل من الصراع والمعارك والتضحيات من أجل بناء الدولة المدنية أن يعود إلى إحياء تكوينات ما قبل الدولة كتعبير عن حالة الاحباط التي تسود المجتمع ليبدو وگأنه أمام خيار مقبول للعودة إلى ما قبل الدولة .
– في كل الاحوال لا تقدم الاستعانة بهذه التكوينات لمواجهة تحديات ظروف فشل الدولة فرصاً جوهرية للنجاح وخاصة حينما تجسد العودة إليها إعترافاً على نحو خاطئ بأفضليتها على الدولة .
– هناك حلقات وسيطة تكونت في المسار العام لبناء الدولة ، وهي منظمات المجتمع المدني ، لا يجب إهمالها عندما يتعلق الأمر باستعادة المبادرة للخروج من المأزق السياسي ، حتى وإن كانت في حالة الضعف التي هي عليه.. وهي في الجنوب حاضرة في الوعي الاجتماعي رغم كل المحبطات التي يمر بها .
– التكوينات الاجتماعية لما قبل الدولة ، وخاصة القبيلة والاسرة والعائلة ، هي جزء أصيل من الهوية التاريخية لأي شعب أو أمة . وهي لا تبقى على حال . تتطور وتتبدل بفعل ما يصيب المجتمع من تغيرات اقتصادية ومادية وعلمية وثقافية .
– مع تطور المجتمع يصبح الفرد منتمياً إلى تكوين أوسع من الاسرة ومن العائلة والقبيلة .. مع ما يرتبه ذلك من التزامات وواجبات تجاه الشكل الاجتماعي الجديد . ومع تطور المجتمع تكون الدولة بمؤسساتها وقوانينها ونظمها هي الأرقى في تمكين الفرد من ممارسة حياته الطبيعية دون أن ينفي ذلك انتماءه الاسري أو القبلي . لكن تصبح الدولة ونظمها هي معيار وإطار المواطنة والانتماء إلى الأمة والشعب وليس التكوينات الاخرى .
– ما يحتاجه الجنوب ، واليمن عموماً ، هو التوجه نحو الدولة دون أن نمكن  تكوينات ما قبل الدولة من أن تعيد إنتاج نفسها كبديل أو كمعادل لهذه الدولة .
– في ظروف الحرب وتدهور أحوال الدولة تنشأ بعض الحاجة إلى هذه التكوينات للحماية الذاتية ، خاصة مع قصور وضعف منظمات المجتمع المدني ،  ولكن يجب أن نتجنب أن توظف هذه الحاجة لأمور تتعلق بالدولة لان ذلك سيقود إلى حالة من التخبط والصراع والتناقضات التي يفترض أن المجتمع قد تجاوزها بعلاقاته وتركيبته المتداخلة . فاللجوء إلى هذه التكوينات لأغراض تتجاوز هذه الحاجة لا يسرع عملية إفشال الدولة فحسب ، ولكنه يؤجج الصراعات بموجب خارطة الدم وما يضخه ذلك من اشكاليات لا تحسمها إلا الدولة .
– الاسرة ، العائلة ، القبيلة هي تكوينات طبيعية وامتداد للدولة ، وهي مختلفة عن غيرها من التكوينات الأخرى مثل الإثنية والعرقية والانقسامات الطائفية ذات المنحى الديني والتي تعد أكثر خطورة على الدولة من حيث ما تمارسه من تأثير وممانعة على إندماج الدولة . ولذلك فإن تكوينات الاسرة والعائلة والقبيلة تظل تحمل وداً للدولة باعتبارها إمتداداً لها ، ومع ذلك لا يجوز المجازفة بتوظيفها في لحظة ضعف الدولة على أي نحو كان إلا في الحدود التي تؤمن الحماية لمنتسبيها.
– لا يجب التعاطي مع هذه المسألة بتذاكي أو باستهانة ، فالحالتين ستجران الجنوب خارج مشروع الدولة الذي يشكل بالنسبة له صمام أمان من التفكك .
– تداعيات الحرب والازمة ستنتج معادلاتها على الارض وداخل المجتمع ، ومنها الحنين إلى تكوينات ما قبل الدولة ، غير أنه يجب أن لا يسمح بتوظيفها سياسياً لتقويض مشروع الدولة الذي وحده سيحمي الجنوب من التفكك ، ويضعه في المكان الذي يستطيع معه أن  يقرر إختياراته السياسية .

أخبار ذات صلة

- أهم الأخبار24 ساعة

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على شبكة حوثية تشتري أسلحة من روسيا

اليمن الاتحادي

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على شبكة مقرها روسيا، متهمة إياها بتسهيل عمليات شراء الأسلحة والسلع لصالح الحوثيين في اليمن.

وذكر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة أن العقوبات تستهدف عدة أفراد وكيانات مقيمة في روسيا، تورطت في دعم المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران عبر توفير الأسلحة والموارد الأخرى.

وتأتي هذه الإجراءات وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والحوثيين، إذ ادعت الجماعة أنها استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” يوم الثلاثاء، كما أعلن المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9. ولم يؤكد الجيش الأمريكي هذه المزاعم، لكنه أبلغ وكالة “أسوشيتد برس” بأنه على علم بها دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وشملت العقوبات رجلَي أعمال أفغانيين مقيمين في روسيا، هما هوشنك غيرت وسهراب غيرت، اللذان يُزعم أنهما ساعدا سعيد الجمل، المسؤول المالي البارز في الجماعة، في تنفيذ أنشطة تجارية داخل روسيا، من بينها صفقات شراء أسلحة. ويُذكر أن الجمل يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2021، ويُعتقد أنه على صلة بالحرس الثوري الإيراني.

كما استهدفت العقوبات ثلاث شركات روسية مرتبطة بسهراب غيرت، وهي “سكاي فريم”، و”إديسون”، و”مجموعة كوليبري”. ووفقًا لوزارة الخزانة، فقد عمل الأخوان غيرت، تحت إشراف الجمل، على تسهيل نقل شحنتين على الأقل من الحبوب الأوكرانية المسروقة من شبه جزيرة القرم إلى اليمن خلال عام 2024.

إضافةً إلى ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على المواطنين الروسيين فياتشيسلاف فلاديميروفيتش فيدانوف ويوري فلاديميروفيتش بيلياكوف، الذين عملا كقباطنة للسفن التي حملت الحبوب الأوكرانية المسروقة.

وامتدت العقوبات لتشمل حسن جعفري، المواطن الإيراني المقيم في تركيا، بتهمة التورط في عمليات غسل أموال لصالح شبكة سعيد الجمل، حيث قام بترتيب مدفوعات بملايين الدولارات لدعم عمليات الشحن التي تعود بالفائدة على الحوثيين.

ووفقًا لموقع “المونيتور” الأمريكي، فإن هذه العقوبات تُعدّ الأحدث في سلسلة من الإجراءات المشددة التي تستهدف الحوثيين وشبكاتهم المالية، بالتزامن مع العمليات العسكرية الأمريكية ضد الجماعة.

أخبار ذات صلة

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد