34 C
الجمهورية اليمنية
4:06 مساءً - 2 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

خريف القاهرة

حامد السقاف:

* الإهداء : لزوجتي الحبيبة إلهام ، إياد ، أيمن ، عمرو ، والأحفاد الذين سيعيشون فصولهم .

بدأ الصيف يلملم حرارته ، وينكفئ متراجعا ، متيحا للفصول القادمة أن تظهر مواهبها ، وتعيش فصلها ، وتمارس طقوس سيطرتها .
للخريف علاقة بالريح ، وتساقط أوراق الشجر ، كي يشعر بمشاهدة عري الطبيعة ، وفرض سيطرته خلال تصدّر فصله .
هذا الإعتدال في الجو ، يرافقه إعتدال في أمزجة الناس ، بعد التخفف من حرارة الجو ، وامتصاص ذلك النزق الذي يثيره العرق وحرارة الدم الصيفي .
هذه الدورات الفصلية للطبيعة ، تجدّد الحياة ، وتكسر رتابة الزمن الجامد . كل شيء قابل للتغيير ، ولا ديمومة إلا لله .
شعرت خلال مرضي ، أن تعاطف الأهل والأصدقاء ، ثروة لا تقدر بثمن . الدعوات ، المساندة المعنوية والنفسية ، التشجيع والتغلب على المحنة العابرة . هذه العواطف الصادقة ، جعلتني أعيش أنا أيضا ، متعة تغيير الفصول ، ودفء العلاقات الإنسانية ، وهبوب رياح المحبة ، وتساقط خريف الكراهية .
منذ زمن طويل ، غابت الكثير من الوجوه التي كنت آلفها ، عاشرتها بحميمية ، وعشت عمرا زاهيا ، صحبة هؤلاء الناس . فجأة عاد ذلك الألق ، بوميض جديد ، يستحضر ذاكرة المكان ، وينعش الزمن الذي مضى .
أجد نفسي مدينا لكل من زارني ، واتصل بي ، وحاول أن يسمع صوتي . فهل أزعجكم إذا ذكرت بعض الأسماء التي شاركتني لحظات حوار
ممتع وشائق ، كسرت ساعات الملل الثقيل أحيانا وخلقت بوجودها الجماعي والفردي ، حالة ندوة ثقافية . بعيدا عن جفاف السياسة .
لا أهمية لتسلسل الأسماء والألقاب ، فالجميع في القلب :
خالد السقاف . علي محمود ذلك المصري الأصيل ، عزالدين الأصبحي وولده الشاب أحمد عز ، العريس أحمد مفيد الفريس ، ذلك الشاب الذي يوزن بالذهب ، والذي ترك لحظات الزغرودة والأفراح ، ليفرحني بزيارته ، صحبة الدكتور تميم محمد عبدالودود ، والولد المطيع لعبدالوهاب الكبش ، المهاتما محمد حسين شمسان . عبدالعزيز باسودان . والطفل المدلل أحمد هادي الذي رفض الزمن أن يجعله يشيخ . وينتزع ابتسامته الساحرة ، ويمنحه متعة التجوال والطواف حول عالمه الجميل عبدالرحمن الحاج زميل العمل في شركة متكو . محمد أحمد الفريس وولده عبدالغني . قائد عبدالملك مطهر وحفيده عمرو . إسكندر الأصبحي.
هل نسيت أن أذكر تلك الجلسة الممتعة مع الأستاذ أنيس حسن يحي . والدكتور علي عبدالكريم ، ورجل الأعمال الطريف خالد عبدالواحد نعمان ، والرفقة الطيبة .
وللبرنس الرائع ، رجل الأعمال الطيب ، إبراهيم عبدالجليل .
هذه القلوب الطاهرة ، تستحق هذه اللفتة ، حتى يشعر الإنسان بأنه لم يفقد براءته ونقاوته الفطرية .
ماذا تبقى للإنسان ، إن لم ينعم بالصداقات الحقة ، وحقن الذاكرة بصور اللحظات المدهشة ، ومتابعة فصول العمر ؟

*القاهرة – أيلول ٢٠١٧ م

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد