د. ياسين سعيد نعمان :
أسفرت السنوات الأربع من حكم الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أن اليسار الامريكي المتشدد في الحزب الديمقراطي الامريكي ،بقيادة ساندرز ، أصبح أكثر قوة وتأثير مما كان عليه في صياغة التوجهات السياسية الخارجية للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن .
لا نستطيع أن نقول اليوم ، وفي ظل ما شهدته الفترة الماضية من تنامي حدة الاستقطاب الايديولوجي في المجتمع الامريكي ، أن الدبلوماسية الامريكية ستتخلص عما قريب من هذا الاستقطاب لتعيد بناء سياستها الخارجية بما يتفق مع حاجة العالم إلى ميزان سياسي دولي يتعاطى مع المشاكل الملتهبة في العالم بمعايير لا تتأثر بمثل هذا الاستقطاب الايديولوجي الداخلي للدول العظمى ، وإلا فإن هذه الدول تفقد مبرر تدخلها في القضايا الدولية في هذا الزمن الذي تحولت فيه التعددية القطبية من أيدولوجية إلى إقتصاية ، وستعيدنا مجدداً إلى حرب باردة جديدة ، وإن كانت على هيئة مختلفة عما شهده العالم منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى انهيار جدار برلين في العام ١٩٩٠ .