الوقوف بجبل عرفات ركن من أركان الحج، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة). ويوم عرفة يوافق التاسع من ذي الحجة من العشر المباركة، وهو من أعظم الأيام للمسلمين في كل شهور السنة، وبه يقف الحجاج على صعيد عرفات الطاهر من طلوع الشمس حتى غروبها في ذلك اليوم.
تأتي أهمية عرفة؛ لعظمة هذا الموقف؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: (انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً)، وما روته عائشة عن النبي أنه قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم).
وقال مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس، بحسب صحيفة “سبق” السعودية: “تشير بعض الرويات إلى أن آدم عليه السلام الْتقى بحواء؛ فيما أشارت رواية أخرى إلى أن جبريل عليه السلام عندما أخذ يعرّف آدم عليه السلام المشاعر ووصل به إلى هنالك قال: عرفت؟ قال: عرفت.. فسميت بعرفات”.
وتقع عرفات على مساحة ما بين جبال سعد إلى وادي عرنة، وبه أشهر المواقع التاريخية (جبل الرحمة)، وهو الجبل الذي يقع في شمال شرقي عرفة، وهو ليس بالجبل الكبير، ولا يزيد ارتفاعه على ٣٠ متراً، وفي أعلاه شاخص، وقد بُنِيَ هذا الشاخص حتى يميزه عن الجبال الأخرى، وليس له علاقة بالأمور المتعلقة بالحج وما يقع عليه الحجاج من أعمال بدعية ليس لها أساس من الشريعة أو المناسك.
أما موقف نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وهو على ناقته القصواء في الناحية الشمالية الشرقية من جبل الرحمة، فكان في موقف يعرف “إلال”، وهي صخرة جعل نحر ناقته عليها متجة إلى القبلة وقال: (وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف).