27.3 C
الجمهورية اليمنية
5:44 مساءً - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

على ما يبدو.. التفاوض القادم سيكون بين المُنقلب والمُنشق ..!!

د. علي العسلي :

..من يدري..؟؛فقد يكتب الروائيون والقصاصون عن المهاجرين الى الرياض قصص وعبر وحكايات كثيرة ..كالتي كتبت لصاحبة الخلخال والشاب الذي اراد الاستفادة منها في احد شوارع صنعاء في قديم الزمان.. سنجد اليوم من يسأل ويقول : أين الطريق السهل للولوج إلى الشرعية؟؛ وكيف يُعمد ذلك بالوصول إلى الرياض..؟!! ؛ ويُحكى .. أنه في إحدى شوارع صنعاء القديمة كانت إحدى الفتيات متجهه إلى الحمام البخاري وكانت جميلة المنظر، فمرت بطريق لا تعرفه والتقت بشاب وسألته: أين حمام سرياب، وكان في ذلك الزمان حمام النساء المتواجد في الشوارع يُسمى بحمام (سرياب) فأعجب الشاب بالفتاة وقال لها أتبعيني أدلك عليه ..!؛ إلى أن وصل إلى حوش كبير فظنته الفتاة حوش الحمام ودخلت من الباب فإذا بها تُصعق، كونها دخلت بيت ولم تدخل الحمام ،فأدركت أنها قد خدعت وأن الشاب قد أدخلها بيته ليتمكن منها..، ففكرت في حيلة تتخلص فيها من مكر هذا الشاب، فأظهرت له السعادة العارمة بأنها دخلت بيته واستبشرت باجتماعه معه في خلوة في الدار ثم قالت له : : إذا كنت تريد أن نجلس جلسة أنس بأدب فليس عندي مانع ؛ لكن خذ هذا الخلخال كرهن ،وفتح باب بيته وخرج مسرعاً للسوق ليشتري الطعام والشراب واستغلت الفتاة خروجه, وعندما عاد الشاب لم يجد الشابة فعرف أنها قد خدعته فجن جنونه على هروبها فهام هذا الشاب على وجهه يصيح في أزقة الشوارع و في الأسواق ” من لي بقائلة يوما وقد غلطت أين الطريق إلى حمام سرياب” وبينما هو في أحد شوارع صنعاء يقول شعره هذا ؛ فسمع من خلف باب بيت رداً على كلامه من الفتاة التي هربت منه وهي تقول: ” قل للذي أخذ الخلخال مرتهناً ما ضره لوضع قفلاً على الباب” وفي رواية أخرى “حرزاً على الباب”؛ فخر مغشياً عليه وفارق الحياة وهو يردد ” أين الطريق إلى حمام سر ياب ؟؟” فسُمي الشارع ، بشارع الموت.. إلى هنا القصة انتهت..
لكن من وحي هذه القصة أحب أن أوجه رسالتين اثنتين :
_ الرسالة الأولى إلى الانقلابين الحوثيين:_ فأقول لهم إن لم يكن الخروج والهروب إلى الرياض تمثيلية ولعب أدوار، كونه قد تكرر بشكل لافت في الآونة الأخيرة لمن ينتمون إليكم ويشغلون في هيكلكم مناصب يقال عنها عليا ،وهاهم يتقاطرون إلى الرياض بطريق سالك ومعروف ؛ولم نسمع من اعلامكم أن أتهمهم بالمرتزقة او خلايا العطوان كما يحلو لكم تسمية خصومكم من الشرعية واركانها وانصارها .. فرسالتي لكم إن كان الهروب صحيحا، وهذا الخروج هو حنقا من حركتكم ومن قاداتها..!؛ فلماذا إذاً لا تعملوا برأي صاحبة الخلخال وتضعون أحرازكم على أيادي من تشككون بهم.. ليكونوا عبرة لمن اعتبر ..؟؛ حتى وإن لم تجدي نفعاً فهي من باب التعزير بهم واظهار الشك فيهم ،حيث أن الأحراز التي منحت للمقاتلين اثبتت في الساحل الغربي أن لا تمنع عنهم الموت ابداً ،فقد وجدت قوات الجيش الوطني في الشرعية العشرات من قتلى الحوثة في صدورهم تلك الأحراز والتي لم تمنع عنهم القتل، حتى لم تعد تنفع لرفع المعنويات بعد كشف عدم مفعولها ..؛ ولذلك فبإمكانكم أن تضعوا عليهم اقفال (أفضل لكم واحسن من فكرة نظام الرهن ،وهو ما اتبعه الشاب المسكين مع الفتاة، لكنه لم يحقق له ما أراد )،فهم أولى بالاعتقال من أولئك الابرياء والنشطاء والمفسبكين الذين تكدسونهم يسجونكم وتقومون بتعذيبهم بالباطل..؛ فالنصيحة إن كنتم تسمعون ..!؛ أن تقوموا بإطلاق جميع الأبرياء من سجونكم وأن تضعوا كل من ينوي الفرار من مسؤوليكم في السجن بدلاً عنهم ،وضعوا عليهم الاقفال الثقال كي لا يخرجوا منها نهائياً..! ؛
_ الرسالة الثانية للشرعية والتحالف:_ هل ينبغي على الموالين للشرعية أن يعلنوا انضمامهم للحوثين أولاً ،ثم ينشقون عنهم؛ ويتواصلون مع من يقوم بتهريبهم من سماسرة التهريب الذين تتعاملون معهم ،كي يحظوا بالوصول الى الرياض، وينظر اليهم ويُحتفى بهم ويحصلون على مناصب الشرعية ..!؛ ما شاهدناه وسمعناه مؤخرا شيء مؤسف حقاً ذلك الاستقبال والامتداح وعمل المؤتمرات الصحفية لمن انشق من الحوثة ووصل إلى الرياض.. أيعقل هذا يا شرعية ؟؛ تحولتم إلى “شرعية من لا شرعية له” ..؟!؛ أنتم الآن تشرعنون لمن لا شرعية له؛ وهم قادة ومسؤولي الانقلاب..!؛ فكفوا عن هذا الطريق وإلا ستجدون من الانتهازيين الكثيرين والذين سيسلكون نفس الطريق ويفتشون عن نفس الحيل التي توصلهم الى الرياض ،ما تقومون به في الرياض من استقبال وحفاوة كأنه تبرئة لمن أجرم ، واعفائه من المحاسبة ولو شكليا عما ارتكب من جرائم ،فأنتم تغيرون تاريخهم وتستبدلونه بالقاب البطولة والرجولة واصحاب المواقف..!؛ والحليم تكفيه الاشارة.. فبطلوا التطبيل والتبجيل للمنضمين الجدد واستفيدوا من معلوماتهم إن كان لديهم شيء مفيد..؛ وكفى الله الشرعية شر المنضمين وأثرهم على جسم التحالف العريض مع الشرعية والذي لا يزال صامدا رغم كل هذه التصرفات ، فلو استمريتم بهذا التضخيم والتبجيل.. فلن يُستغرب أو يُستبعد أن يٌرى المنشق يتفاوض مع المنقلب على مستقبل اليمن ، فباعتمادكم والوثوق بالمنضمين سيوصلكم الى الثقة باختيارهم كممثلين عن الشرعية في أي تفاوض جديد، والنتيجة ستكون أن يتحاور الانقلابين مع انفسهم ،كيف سيكون ذلك..؟!فقد يشير احدا من إياهم من المستشارين وما أكثرهم أو المقربين من الدائرة الضيقة للرئيس ،أقول قد يشير أي منهم على الرئيس فيقول له اقهر الحوثة وكَبِدْهم، واجعل من يحاورهم في السويد أو جنيف أو في أي مكان من المنشقين الجدد ،هذا سيظهرك متسامح جداً ،ومن أنك حامل مشروع الوطن ولا تحقد على أحد ،وفي نفس الوقت مثل هؤلاء هم الوحيدون القادرون على اقناع ورضوخ الحوثة وبالتالي سنكسب جولات المفاوضات بكل سهولة ويُسر ،والسبب بسيط للغاية أن هؤلاء فاهمين ومدركين لكل لفظ يتفوه به أي من وفد الانقلابين ،بمعنى يفهمون لغتهم ومكرهم ، فهزيمتهم في المفاوضات شبه مؤكدة لصالح الشرعية ..فيمكن أن يطعم وفد الشرعية بوزير خارجيتهم هشام شرف وعضوية كل من عبد السلام جابر والدكتور عبد الله الحامدي ،وربما حسن زيد لاحقاً.. الخ .. وانا أقول أنه ربما يحدث هذا..!؛ فمن يدري ؟!!؛ والخلاصة أن الانقلابين سيلتقون مع ذواتهم في السويد او في أي مكان من الدنيا يُحدد للتفاوض..! كفى استهتارا بدماء وتضحيات الشعب اليمني وبمن والى الشرعية يوماً ..يا ايتها الشرعية لصالح الوطن اسماً، والمانحة الشرعنة لأعداء الوطن ظلما..!

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد