بقلم: بلال الطيب
تعاظم مع بداية القرن السادس عشر الميلادي خطر «البرتغاليين» في البحر الأحمر، وحاولوا الاستيلاء على مينائي جدة وعدن، وذلك بعد أن أقسم ملكهم بأنَّه سيقوم بنبش قبر النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو الأمر الذي اهتزت له مشاعر المسلمين، ليقوم سلطان «الدولة الطاهرية» عامر بن عبدالوهاب بتجهيز حملة بحرية مُتواضعة للتصدي لهم، إلا أنها فشلت، وحين تعاظم خطرهم؛ تحاشى التصادم معهم، ثم استنجد بمماليك مصر، وأذن للأخيرين بإقامة قواعد بحرية على السواحل اليمنية.
بعد سماعه لنصيحة مُستشاري السوء، تخلى السلطان عامر عن وعده بمساندة المماليك، رفض مدَّهم بالمؤنة والطعام أثناء مكوثهم في جزيرة كمران، فما كان منهم إلا أن أعلنوا الحرب عليه، قاموا بغزو اليمن، في البدء سيطروا على زبيد «922هـ / 1516م»، ثم تعز، ثم صنعاء، ولولا استخدمهم البنادق «الغدارات»، ومساندة الإمام الزيدي يحيى شرف الدين لهم ما انتصروا في حربهم تلك.
ثمة حكاية متداولة مفادها أنَّ المنجمين أخبروا السلطان عامر أنَّ نهايته ستكون على يد «الزلابيا»، والأخيرة نوع من أنواع الخبز الذي يحضر مقلياً بالسمن، وعليه فقد حرَّم السلطان على نفسه أكلها نهائياً، وعندما كان خارج أسوار مدينة صنعاء هارباً شريداً، سأل الشخص الذي كان يتعقبه عن اسمه، فقال له: «الزلابيا»، فانهار السلطان من فوره، وسقط دون مقاومة، فقتله الرجل بأيسر ما يكون.
بقتلهم للسلطان عامر أنهى المماليك حقبة «الدولة الطاهرية»، وذلك بعد «63» عاماً من الصراعات والإنجازات المهولة، والمفارقة العجيبة أنَّ دولتهم بمصر والشام انتهت في ذات العام، قضى الأتراك عليها، وقتلوا كبيرهم قنصوه الغوري في معركة «مرج دابق» الشهيرة، فما كان من قادتهم هنا إلا أن أعلنوا ولائهم للسلطان العثماني سليم الأول، وجعلوا الخطبة باسمه.
أدت تلك الأحداث إلى ضعف سلطة المماليك في اليمن، وتقوى في المقابل جانب الإمام شرف الدين، وبتحريض منه أعلن سكان صنعاء والقبائل المجاورة الحرب عليهم، وأجبروهم أواخر العام «923هـ» على الرحيل؛ الأمر الذي مهد لذات الإمام للانقضاض على ذات المدينة وباقي المناطق المجاورة، فيما انحصرت سلطات المماليك في زبيد وما حولها، أما «اليمن الأسفل» فقد ظل ردحاً من الزمن تحت حكم المماليك، وبقايا «الطاهريين».
بعد أن دانت معظم مناطق «اليمن الأعلى» لوالده، توجه الأمير المُطهر شرف الدين صوب «اليمن الأسفل»، مُتذرعاً هذه المرة بملاحقة الأمير الطاهري عامر بن داؤود، مُبيحاً لجحافله نهب كل ما يصادفهم من أموالٍ، ومواشٍ، وزروع، سيطر على إب، ثم تعز «شعبان 941هـ / مارس 1535م»، ثم عدن في العام التالي، الأخيرة لبعض الوقت؛ إذ سرعان ما استعادها الأمير العامري، راسل الأخير السلطان العثماني سليمان القانوني طالبا منه النجدة، فكان له ما أراد.
قاد «والي مصر» الوزير الثمانيني سليمان باشا الخادم حملة عسكرية كبرى إلى الهند، قدرها البعض بـ «20,000» مُقاتل محمولين على «76» سفينة، عرَّج بهم وبأوامر من السلطان سليمان القانوني على عدن «ربيع الأول 945هـ / أغسطس 1538م»، وقتل غدراً الأمير «الطاهري» عامر، الأمر الذي أثر سلباً على نجاح تلك الحملة، وقد ذكر المؤرخ الموزعي أنَّه قتل ذلك الأمير بوشاية من الإمام شرف الدين، وولده المُطهر الذين راسلاه مبديان رغبتهما في الدخول في طاعة الدولة العلية، مُتهمين ذات الأمير بالتحالف مع «البرتغاليين».
وكان الصدر الأعظم إبرهيم باشا قد تلقى قبل تجهيز تلك الحملة في مصر رسالة من السلطان سليمان القانوني، جاء فيها: «عليكم توخي الحذر في معاملة أهل اليمن، فاليمن بلدة سئمت من كثرة الصراعات، وعليكم عدم ممارسة الظلم والقسوة بحقهم، كما ينبغي عليكم أن تحذروا عساكرنا الشاهانية من الاعتداء وارتكاب مخالفات، ولن نسامح آغوات الإنكشارية إذا حدث عكس إرادتنا السامية».
جعل سليمان باشا على عدن بهرام بيك، وزوده بـ «500» جندي لحراستها، ثم أكمل مسيره إلى الهند، ليعود أدراجه مُنتصف العام التالي خائباً، مُتماً سيطرته على معظم الموانئ اليمنية، مُتذرعاً بحماية الأراضي المُقدسة من خطر «البرتغاليين» المُتحالفين حينها مع «الدولة الصفوية» بإيران، مكملاً مسيره إلى «استانبول»، جاعلاً ميرلو مصطفى بك بدلاً عنه «946هـ»، ليرسل «الباب العالي» في العام التالي مصطفى باشا والياً مُعتمداً، اتخذ الأخير من مدينة زبيد مقراً له، وسمي بـ «النشار» لحزمه، ولأنَّه كان ينشر اللصوص وقطاع الطرق إلى نصفين، ليخلفه بعد مرور خمس سنوات الوالي أُوَيس باشا.
أعلن الأمير المُطهر تمرده على والده، خلعه عن الإمامة «953هـ / 1546م»، وذلك بعد أن راسل الوالي أويس باشا مُعلناً الطاعة، طالباً المساندة، ليدخل الأخير مع أواخر ذات العام مدينة تعز، وقد كان لتمرد غالبية سكان «اليمن الأسفل» على القوات الإمامية؛ وبالأخص أهالي «التعكر، وحبيش، والشوافي، وصهبان» أثره البارز في تحقيق ذلك الانتصار، وسهولة السيطرة على تعز وما بعدها، أرفد الوالي الجديد قواته بعسكر محليين، فكانت نهايته على أيديهم، وهو في طريقه إلى صنعاء، وذلك بعد عدة أشهر من مقدمه، وقيل أنَّ قاتله من المماليك، ويدعى حسن البهلوان، وقد خلفه على ولاية اليمن فرهاد باشا، ثم أزدمر باشا.
استغل الأتراك تجدد الخلاف بين الإمام المـُطهر وأخيه الأمير شمس الدين علي، وتوغلوا شمالاً، ليدخلوا صنعاء مُنتصف العام «955هـ / 1548م» بقيادة أزدمر باشا، وبطلب ومعاونة من الأمير المُتمرد الذي استمر بدعم من أبيه مُسيطراً على بعض الحصون، موالياً للأتراك حتى عام وفاته «963هـ»، أما الإمام المُطهر فقد انسحب بعد هزيمته إلى ثُلا، وفيها تحصن، ثم وقَّع مع أزدمر باشا مُعاهدة صلح، إلا أنها لم تستمر طويلاً، تجددت الحرب، واستمرت بينهما سجالاً، وقيل أنها وصلت إلى قرابة «40» موقعة، طالب حينها الوالي من «الباب العالي» المدد، فأرسلوا له أواخر العام «957هـ» بـ «3,000» مُقاتل، بقيادة مصطفى باشا النشار، وقد قام الأخير فور وصوله بمراسلة المُطهر، وكأنه الحاكم الفعلي.
وحصن ثلا المنيع على وشك السقوط، ارتفعت وتيرة الخلاف بين أزدمر باشا، ومصطفى باشا، استغل الإمام المُطهر ذلك، وراسل الأخير، مُعلناً تجديده الطاعة، وعلى ذلك وقع معه الصلح، وأعطي الأمان بدون رضا الأول، عاد «النشار» مُغاضباً إلى «الاستانة»، وعاد أزدمر لإكمال مهامه، دخل صعدة سلماً «960هـ»، ودانت له اليمن حتى جازان.
وفي أواخر العام «961هـ» تم عزل أزدمر باشا، وجيء بمصطفى النشار مرة أخرى بدلاً عنه، توفي الأخير بعد وصوله اليمن بستة أشهر، فجيء بالوالي العادل قرة شاهين مصطفى باشا، أمر الأخير بحذف «حي على خير العمل» من الأذان، واستمر في عهده الصلح، ولم يحصل بينه وبين الإمام المُطهر أية حروب.
عُزل قرة شاهين مصطفى «967هـ / 1559م»، فحلَّ محمود باشا مكانه، ويعد الأخير من أسوأ الولاة، وأكثرهم فساداً، ونقضاً للعهود، وسفكاً للدماء، ونهباً للأموال، استمرت ولايته لأربع سنوات، ليغادر اليمن بطلب منه، عُين والياً على مصر، ومن هناك استمر ببث حقده على اليمنيين والأتراك المؤثرين معاً، لتحدث بسببه انتكاسات كثيرة، سنأتي على ذكر بعضٍ منها.
ولي رضوان بن قرة شاهين مصطفى أمر اليمن، وارثاً تلك الأوضاع المُضطربة، نُقض الصلح، وتجددت في عهده الحرب، ثم آل الأمر إلى صلح مؤقت، وبموجبه ضم الإمام المُطهر إلى حكمه عدداً من المناطق، الأمر الذي أنعش مطامعه للتمدد أكثر، وجاءت الرياح بالفعل بما تشتهي سفنه.
اتسم التواجد التركي خلال تلك الفترة بعدم الاستقرار؛ بسبب كثرة الولاة، وخلافات القادة، وتمرد العسكر، وتذمر الرعية، الأمر الذي جعل الدولة تبدو بمظهر الضعف، زالت هيبتها، وزادت التمردات القبلية عليها، حاول «الباب العالي» إصلاح الوضع مُقسماً اليمن منتصف العام «973هـ / 1566م» إلى إقليمين: تهامة، وعاصمتها زبيد، بقيادة مراد بك، والمناطق الجبلية، وعاصمتها صنعاء بقيادة رضوان باشا، وقد كانتا «عدن، وتعز» تابعتين للإقليم الأخير.
استعر الخلاف بين الواليين مراد، ورضوان، عُزل الأخير، فانسحب نهاية العام التالي بقواته من صنعاء إلى «الاستانة»، فيما توجه الأول بجيش كبير شمالاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مني في ذمار بهزيمة ماحقة، انسحب على إثرها إلى بعدان، وهناك تعرض لكمين مُتقن، حزَّ أنصار المُطهر رأسه، وأرسلوه هدية لإمامهم المُحاصر لصنعاء، أرسل الأخير بالرأس الدامي إلى الأتراك المُحاصرين، فما كان منهم إلا أن رفعوا مطلع العام التالي راية الاستسلام، سقطت صنعاء، وصارت باقي البلاد سهلة المنال، وجه ذات الإمام قواته المُتوحشة جنوباً، وغرباً، وشمالاً، سقطت تعز في «ربيع الثاني 975هـ»، ثم عدن، ثم جيزان، وعاثت القوات الإمامية في تلك المناطق نهباً وخرابا.
بسبب مُساندتهم للأتراك في الحروب السابقة؛ انتقم «الإماميون» من سكان «اليمن الأسفل» شرَّ انتقام، وأجبروهم لأول مرة على الأذان بـ «حي على خير العمل»، في سابقة خطيرة لم يقوموا بها أثناء تواجدهم الأول، والذي استمر لـ «11» عاماً، فيما انحصرت سلطة الأتراك في زبيد وما حولها من مناطق تهامة، أرسل «الباب العالي» بحسن باشا والياً، ثم أتبعه بعثمان باشا بن الوالي أزدمر.
حاول علي بن الشويع – عامل الإمام المـُطهر على تعز – السيطرة على زبيد بداية العام «976هـ»، إلا أنَّه مني بين أحراشها بهزيمة نكراء، خسر فيها «300» من عساكره، الأمر الذي حفز أهالي الحجرية على التمرد بقيادة أحمد بن عبدالوهاب الحجري، كما أرسل أحد مشايخ تهامة رسالة إلى السلطان سليم الثاني عارضاً فيها استعداده بتزويد القوات العثمانية بما يلزمها من الإبل.
استعاد الأتراك مدينة تعز في غُرة «شعبان» من ذات العام، بعد حصار استمر لثلاثة أيام، وبمساعدة كبيرة من قبل سكانها، الذين مَيزوا أنفسهم – أثناء دخول تلك القوات – بلبس العمائم السوداء؛ ليسهل التفريق بينهم وبين عساكر الإمام المُطهر، انسحب الأخيرون إلى قلعة القاهرة، وفيها تحصنوا، وتكريماً للأهالي الذين تعاونوا معه جعل عثمان باشا مدينتهم بيت من بيوت السلطنة، وليس عليهم «بدعة، ولا مضرة، ولا ضيفة، ولا سخرة».
ويروى أنَّ الأتراك حينما عجزوا عن اقتحام مدينة تعز بسبب التحصينات الإمامية، أرسلوا إلى جمال الدين محمد مقاتل أحد فقهاء الصوفية بـ «الأجيناد»، فأعطاهم الأخير سُلَّماً، وببركة ذلك السُلَّم اقتحموا المدينة من «باب المداجر»، وهي قصة أقرب إلى الأسطورة، إلا أنَّ الموزعي ذكرها، وهو مؤرخ عاش في تلك الفترة، وزاد علق: «وخاطبتهم الملائكة بقول رب العالمين، ادخلوها بسلام آمنين».
ما إن سقطت مدينة تعز، حتى استشعر الإمام المُطهر بالخطر المُحدق، حشد الحشود، وأرسل المدد تلو المدد إسناداً لابن أخيه محمد بن شمس الدين المُرابط حينها في الجبل «الأغبر» بـ «الجندية العليا»، وفي ذلك قال صاحب «روح الروح»: «ولما علم المُطهر بهذه الحادثة العظيمة، والكادحة الجسيمة، شنَّ الغارات من جميع الجهات، واستصرخ العرب، وانتخب للقتال كلّ بيهس أغلب، وضمهم إلى محمد بن شمس الدين، ومن لديه».
تصدى عثمان باشا ببسالة لتلك الزحوفات، بمساندة مائزة من قبل أهالي «جبل صبر»، فكانت هزيمة عساكر الإمام المُطهر ماحقة، وفي ذلك قال ذات المؤرخ: «فجمع عثمان عسكره وخيله، واشتد بحبله وحوله، فما شعر محمد بن شمس الدين إلا بهزيمة من في الحصن – يقصد قلعة القاهرة – من عساكر الزيدية، بعد أن قتل منهم عدة في تلك العزمة، وأول الصدمة، وخالف عليه أهل جبل صبر، ورمي بيوم نحس مُستمر».
في تلك الأثناء وصلت إلى اليمن حملة عسكرية كبرى بقيادة الوزير سنان باشا «والي مصر»، وقد استطاع الأخير خلال فترة وجيزة استرداد أغلب المناطق اليمنية حتى صنعاء، وفي عدن تحالف قاسم بن الشويع عامل الإمام المُطهر عليها مع «البرتغاليين» لصد الأتراك، إلا أنَّ محاولاته باءت بالفشل، وكان مصيره الموت بحد السيف.
بعد أن يأس من الفتك به، صالح الوزير سنان باشا الإمام المُطهر، واعترف به حاكماً على بعض المناطق الشمالية، كما عمل على إصلاح ما أفسده أسلافه، كسب ولاء اليمنيين، وأبرز صورة مشرفة لـ «الدولة العثمانية»، لينعكس ذلك إيجابياً على الولاة الذين جاؤوا من بعده، بُنيت في عهدهم المساجد، والمدارس، وجعلت الوقفيات الكثيرة عليها، وصرفت المعاشات لفقهاء الدين، ورجالات العلم.
بعد مضي عامين من تواجده في اليمن، توجه سنان باشا إلى تونس نصيراً لأهلها ضد زحوفات الأسبان، وقد قام قبل مغادرته بعزل عثمان باشا، وتعيين حسن باشاً والياً للمرة الثانية، استعر الخلاف بين الواليين، فأرسل «الباب العالي» بهرام باشا بدلاً عنهما، كان الأخير حازماً عنيفاً، استمرت ولايته لأكثر من أربع سنوات، وقد خلفه لعام واحد مصطفى باشا.
انتهت بوفاة الإمام المُطهر «6 رجب 980هـ / 1573م» إمامة أسرة «شرف الدين»، ولم يستطيعوا النهوض من جديد رغم عدة محاولات يائسة، ومن جبل الأهنوم أعلن الحسن بن علي المؤيدي نفسه إماماً منتصف «رمضان 986هـ»، نجح في السيطرة على أغلب الحصون الشمالية، وأتمها بالسيطرة على بلاد همدان، مما اضطر السلطان العثماني مراد الثالث أن يرسل الوزير حسن باشا – الشخصية التركية الأقوى – والياً على اليمن «جمادي الأولى 988هـ»، خلفاً للوزير المُسالم مراد باشا الذي حكم لخمس سنوات.
كان الوالي السابق مراد باشا بشهادة كثير من المؤرخين راجحاً عادلاً، أحب اليمنيين فأحبوه، وقد أشاد بهم كثيراً في مكاتباته، عُرف بـ «حفار الآبار»، وتحقق في عهده السلام، والكثير من الإنجازات، بنى «المدرسة المرادية» بصنعاء، ووسع شوارع ذات المدينة، وأوقف الأراضي الكثيرة للجامع الكبير، وحسّن الطرق المؤدية إلى تعز، والخارجة منها، وحفر في منطقة الحصب بئراً لخدمة المسافرين، وإليه ينسب حي «بير باشا» في ذات المدينة.
أما الوالي الجديد حسن باشا فقد كان رجل حرب، وصفه بعض المؤرخين بـ «فاتح اليمن الثاني»، استطاع خلال فترة وجيزة أن يفتتح مناطق اليمن الشمالية حتى صعدة، شارعاً في إقامة بديل «زيدي – تركي» ضمن إطار حكم الولاية المركزية، ضم في نطاقة عدد محدود من الأمراء «العلويين»، وغيرهم، كما تفنن كسلفه في تشييد عدد من المعالم، وتعد قُبة «الحسينية» في تعز «1002هـ»، – نسبة لولده حسين بك الذي تولى حكم ذات المدينة لثلاث سنوات وتوفي وهو في ريعان شبابه – ومدرسة «البكيرية» في صنعاء «1005هـ» من أبرز إنجازاته.
والأهم من ذلك أنَّه نجح بواسطة أبرز قادة جيشه الأمير سنان باشا في السيطرة على صعدة «8 ذو القعدة 991هـ»، كما نجح بواسطة ذات الأمير في التضييق على الإمام الحسن المؤيدي، وحصاره بجبل الأهنوم، ومن ثم أسره «16 رمضان 993هـ»، ليرسله أواخر العام التالي إلى «الباب العالي»، وكانت وفاة ذات الإمام هناك، وذلك بالتزامن مع ظهور «الدولة القاسمية».