بقلم: الدكتور عبد القادر الجنيد
سنتكلم اليوم عن ٤ كورونات
١- ڤيروس كورونا من قديم الزمان
Human Coronaviruses (HCoVs)
وهذه بلا خطورة تستحق الذكر وتسبب نزلات البرد المعتادة في الناس الأصحاء.
وينتقل من الإنسان للإنسان.
٢- ڤيروس كورونا سارس
خطير
Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS-CoV)
التسمية من الحروف الأولى للمرض الذي يتسبب به بحسب اللغة الإنجليزية،وهو متلازمة الإصابة التنفسية الشديدة الحادة بالكورونا
٣- ڤيروس كورونا ميرس
خطير
Middle East Respiratory Syndrome (MERS-CoV)
ميرس، هي الحروف الأولى لمتلازمة إصابة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط بالكورونا
٤- ڤيروس كورونا هذه الأيام كوڤيد-١٩
خطير
CoVid-19
يعني ڤيروس كورونا الذي ظهر في ديسمبر ٢٠١٩ في مقاطعة ووهان في الصين
الكورونات الثلاثة: سارس، وميرس، وكوڤيد-١٩
كانت تنتقل من الحيوان للحيوان، ثم تحورت وأصبح ينتقل من الحيوان للإنسان، ثم حصلت المشكلة الكبرى من انتقالها مباشرة من الإنسان للإنسان ثم الانتقال عبر البلدان والقارات
هناك الكثير من ڤيروسات كورونا، لكن معظم أنواعها موجودة في الخفافيش، مما يرجح بأنها المضيف والمخزن الطبيعي للكورونات.
الحيوانات القريبة من الإنسان، قد تصبح ناقلا أو حاملا وسيطا لهذه الكورونات الخفافيشية، ويحدث داخلها التحورات والطفرات الجينية التي تمكنها بعد ذلك من دخول الإنسان والإلتصاق بالمستقبلات المناسبة لها في الجزء الأسفل من الجهاز التنفسي.
لم نكن نهتم بڤيروسات كورونا الإنسان، الموجودة معنا منذ قديم الزمان، لأنها تسبب أمراضا بسيطة فقط.
إلا أن الأمر تغير في ٢٠٠٢ عندما تم تشخيص حالات من الإلتهاب الرئوي الحاد في مقاطعة جواندونج في الصين، أقلقت العالم لأنها انتشرت في أكثر من ٢٤ دولة.
وهو الذي أصبح معروفا بإسم كورونا سارس.
ظنوا في البداية أن مصدر كورونا سارس، هو اختلاط الإنسان بالحيوانات البرية في أسواق الطعام ولكن تيقنوا بعدها بالفحص الجيني للڤيروسات أن المخزن والمضيف الطبيعي لكورونا سارس، هو الخفافيش
أعراض الإصابة بكورونا سارس، هي حمى- سعال- صعوبة في التنفس وأحيانا إسهال.
٢٠-٣٠٪ احتاجوا لتنفس صناعي.
وحدثت وفيات في ١٠٪ منهم وكانت محصورة في كبار السن والمدخنين ومن بهم إصابات صدرية وأمراض مزمنة أخرى.
الإجراءات الطبية الوقائية التقليدية، تمكنت في النهاية من السيطرة على هذا الوباء الذي تحول من جائحة محلية إلى فاشِيَة عالمية، لكن بعد أن أصابت ٨٠٩٨ شخص مات منهم ٧٧٤
وقدرت خسائر الاقتصاد العالمي ما بين ٣٠-١٠٠ مليار دولار
وتم معرفة بأن ڤيروس كورونا سارس، قد تمكن من القفز بين الحواجز التي تمنع انتقاله من صنف من الحيوان إلى صنف آخر، ثم إلى الإنسان، ثم من الإنسان إلى الإنسان، ثم تسبب في فاشية تفشت في الكثير من البلدان واجتاحتها.
وفي عام ٢٠١٢، ظهر كورونا فتاك آخر في الشرق الأوسط وهو كورونا ميرس، عندما تم التعرف على ڤيروس من نوع كورونا في بصاق رجل سعودي توفى بعدها بسبب فشل تنفسي.
على عكس كورونا سارس الذي تفشى في دول العالم فإن كورونا ميرس انحصر في المملكة السعودية.
لم يتفشى كورونا ميرس بين الناس ولكنه كان فتاكا للغاية بالصحيين والعاملين في المستشفيات.
وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية التي نشرت في ١٩١٩ فإن أعداد المصابين بكورونا ميرس، بلغت ٢٤٩٤ وقد توفى منهم ٨٥٨ والغالبية العظمى منهم في السعودية.
كورونا ميرس، انتقل من الإبل أي الجِمال المخالطة للإنسان إلى الإنسان.
وتمكنوا بفحص التسلسل الجيني لكورونا ميرس من معرفة أنه انتقل من الخفافيش إلى الإبل ثم إلى الإنسان.
في ٢٠١٧، أدرجت منظمة الصحة العالمية ڤيروسات كورونا سارس وكورونا ميرس في قائمة الجراثيم الأشد فتكا في العالم بغرض تشجيع البحوث والرصد والإجراءات الوقائية لمواجهة الكورونات.
وجاءت ثمرة هذا الإجراء في ٣١ ديسمبر ٢٠١٩ حيث تم رصد ڤيروس كورونا جديد، تمت تسميته فيما بعد كوڤيد-١٩ في مقاطعة ووهان في الصين.
ونحن الآن نعيش كل يوم وسط الأنباء عن فاشية ڤيروس كورونا كوڤيد-١٩ التي تتصدر نشرات الأخبار والصحف.
قد شمل كل قارات العالم، وانتقل إلى أكثر من ٥٠ دولة.
المقدر بأنه قد أصاب مئات الألوف، والمتوقع أن تزيد الأعداد، وبجانبهم مئات ألوف أخرى لا يتم تشخيصهم.
الدراسات والأرقام التي نشرها الأطباء الصينيون، يوم أمس، تخبرنا بأن مصير الإصابات، هو
٨١٪ وعكة بسيطة مثل نزلات البرد
١٤٪ حالة شديدة
ويعانون من السعال والصعوبة في التنفس والتهاب رئوي
٥٪ حالة حرجة
ويعانون من الفشل التنفسي وقد يصابون بصدمة وعائية دموية إنتانية وفشل في أعضاء أخرى مثل الكلى
نسبة الوفيات بين المصابين، بحسب الأرقام الصينية، هي ٢,٣٪
وربما تكون نسبة الوفيات المئوية أقل من هذا الرقم إذا أخذنا في الاعتبار بأن هناك عدد كبير من المصابين كانت إصاباتهم خفيفة ولم يدخلوا ضمن العدد الإجمالي للمصابين.
الوقاية:
بما أن العدوى تتم عن طريق رذاذ العطس والبصاق المحمل بعشرات الألوف الڤيروسات التي تسقط على كل سطح في الغرفة، ثم ينتقل الڤيروس بملامسة الأصابع للسطح ثم الدخول إلى جسم الإنسان بالأصابع عن طريق العين والأنف والفم، فإنه يجب التركيز على أصابعنا.
تدخل ڤيروسات الكورونا إلى أجسامنا بواسطة أصابعنا.
•لا تعطس إلى الكف
•إعطس إلى العضد والساعد
•إغسل يديك بالماء والصابون عند وصولك البيت وقبل تناول الطعام
•لا تفرك عينيك بأصابعك
•لا تدخل أصابعك إلى أنفك
•لا تدخل أصابعك إلى فمك
بما أن ملامسة الأسطح بالأصابع هي التي تنقل الڤيروس إلى داخل الجسم عن طريق العين أو الأنف أو الفم أو حتى ملامسة الوجه، فإن الانتباه إلى أصابعنا هو أهم وسائل الوقاية.
الكمامات، التي نراها فوق وجوه الناس لا توفر الوقاية وغير مجدية.
الأصابع والكف وغسلها المتكرر، هو المهم.