موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

هل الحوثي، بِعْمْ، أم شرير، أم استراتيجي خطير؟

عبد القادر الجنيد

ثلاثة أشياء من أعمال الحوثي، حدثت أمس، واستدعت هذا السؤال:

١- قصف سجن النساء، في مدينة تعز، وقتل ستة نساء بينهن طفلة جاءت تزور أمها فماتت معها بالإضافة إلى جرح عشرات من النساء.

٢- قنص طفلة في الشارع، شمال مدينة تعز، أمام بيتها

٣- ذكرى اختطاف محمد قحطان، ودخوله السنة السادسة من الإخفاء القسري بدون أن نعرف نحن وأهله عنه شيئا ولا هو يعرف عن زوجته وفلذات أكباده وأحفاده شيئا.

لماذا يعمل الحوثي هذه الأشياء؟

هذه كلها أعمال غير مفهومة، وبلا فائدة حربية، وتؤلم من يسمعها حتى ولو شخص غريب لا علاقة له باليمن ولا يفهم فترة انتقالية ولا الانقلاب عليها ولا أي شيئ عنا.

فلماذا يرتكب الحوثي هذه الأعمال المؤلمة التي هي جرائم أيضا؟

**
أولا: هل الحوثي شرير؟
**
هل الحوثي مضطرب الشخصية على هيئة الشخصية السايكوباثي؟

الشخص السايكوباثي وترجمتها بالعربية الشخص الإجرامي، هو واحد من أبواب اضطراب الشخصية في علم النفس.

يعتقد السايكوباثي بأن من حقه أن يكون “الأعلى”.
وأن كل الناس الآخرين- حتى أهله والمقربون، هم “الأدنى”.

وأن واجب الناس في هذه الدنيا، هي أن يطيعوه ويخدموه ويقدمون له العطايا ويفدوه.

وأن من يتقاعس في الخدمة ويتململ من الطاعة ويتمنع عن دفع الإتاوة ولا يضحي بنفسه فداء له، يستحق القتل.

والسايكوباثي، عنده مواهب في نصب الشراك لجذب الأرواح التائهة من الناس حوله، والسيطرة عليهم، وإرسالهم في المهمات العدوانية للقضاء على من يتصدى له أو من لا يدفع الإتاوة صاغرا.

والسايكوباثي، قد يقتل بيده وببرود أكبر معاونيه وأكثر من خدمه لأن خصما تفوق عليه في إحدى المهمات، أو لأن الخصم تمكن من الإفلات.

السايكوباثي، هو زعيم العصابة ولوردات الحرب وحتى بعض القادة التاريخيين.

السايكوباثيون، كثيرون وهم حولنا في الأدب والروايات والأفلام وأحداث التاريخ؟

هل الحوثي سايكوباثي؟

يعاقب أهل تعز، بقتل نساءهم وأطفالهم، لأنهم لا يخضعون لمكانته “العليا”؟

يعاقب محمد قحطان وأسرته، لأنهم لا يخضعون لمكانته “العليا”؟

**
ثانيا: هل الحوثي استراتيجي خطير؟
**

هل نحن هم من الذي لم يستطع فهم المغزى من:

قتل نساء تعز؟
وقنص طفلة أمام بيتها في تعز؟
وإيلام الناس من خطف وإخفاء قحطان للسنة السادسة على التوالي؟

هل هي رسائل إهانة من الحوثي لقائد محور تعز؟ وقادة عسكر تعز؟ ومقاومة تعز؟ ومحافظ تعز؟

رسائل إهانة، تقول لهم:

“أنا الحوثي أضربكم وأوجعكم وأجرحكم كما أشاء وكما أريد.”

“وأنتم ما معكم إلا الألم والوجع والشجب والتنديد.”

“أنتم لم تهجموا ولا مرَّة ولا تستطيعوا أن تستعيدوا تبَّة، وكل ما معكم هو صدينا هجوم أو لم ندعهم يشلوا تبَّة.”

“أنا ‘الأعلى’ وأنتم ‘الأدنىٰ’ .”

هل إخفاء قحطان، رسالة إهانة من الحوثي، عرض مستمر لحزب الإصلاح، تقول لهم:

“أنا، أعمل هذا بأحد رموزكم وأنتم عن أي رد عاجزون.”

هل هي رسائل إهانة من الحوثي للرئيس هادي وللشرعية وللجيش الوطني، تقول لهم:

“أنا، أضرب الحاضنة الاستراتيجية المؤيدة لرئاسة الجمهورية الإتحادية وللشرعية اليمنية وللجيش الوطني، وأنتم ما معكم إلا ‘الفُرْجَة’، هذا إذا تفرجتم أصلاً.”

هل هي رسالة إهانة من الحوثي للمملكة السعودية:

“أنا، أعبث وأعيث في الأرض فسادا في أوساط كل من قالوا: ‘شكراً سلمان’ في غَبَشْ الفجر صباح ٢٦ مارس ٢٠١٥ يوم عاصفة الحزم، وأنتم تركتوهم لمصيرهم يئنون ويتخبطون.”

هل القصف والقنص والإخفاء القسري، رسائل بلبلة وبث إرتباك في مسلمات وقناعات أهل تعز بضرورة الصمود والإستمرار بمناوءة الفكرة الحوثية؟

هل هي رسائل للمرتبكين أصلا من داخلنا والذين يحملون الطرفين- الحوثية والشرعية- مسؤولية النزاع بدرجة متساوية؟

هل هي حث أمثال جريفثس والدول الكبرى على إبداء ‘القلق’ من هذه التصرفات بدون توجيه إدانة والاستمرار بأفكار ضرورة التعامل مع كل الأطراف مع ما يصاحبها من شرعنة وتطبيع الحوثية على حساب الشرعية اليمنية والشرعية الإقليمية والشرعية الدولية؟

**
ثالثا: هل الحوثي، بِعْمْ؟
**

بِعْمْ الله
*
نحن نقول عن الشخص البليد الغوغائي “هذا بعم الله، يصيح ويرفس ولكنه لا يفهم حاجة”

الحوثي، لم يدرس في أي مدرسة.
ولم يقرأ أي كتب خارج كتب الزيدية.
ولم يختلط مع الأقوام ولا سافر لأي بلدان.
ويقولون بأنه زار ذات مرة، مدينة قُمْ في إيران.
وخطبه الطويلة التي تستمر ساعات كأنها خطبة واعظ في قرية نائية في جبال مرَّان.
وعدة أشخاص قابلوه، قالوا لي أنه محدود الفهم والإدراك وليس بتلك الهالة التي يضفونها عليه.

إذا كان الحوثي، بِعْمْ ولا يستطيع أن يقوم بهذه الأعمال وهذه التدبيرات والخطوات المتتالية المتتابعة وتوفير الإمكانيات اللوجيستية واختيار التوقيتات الزمنية، فسيبقى بعدها أن نقرر ونختار بين اضطراب الشخصية السايكوباثي عند الحوثي وبين أن هناك جهة تفكر له وتضع له تكتيكاته اليومية وأفكاره الاستراتيجية.

الدلائل، تؤشر نحو وجود اضطراب في شخصية الحوثي ودرجة سايكوباثية وربما حتى أوهام بالعظمة واعتقاد بالتمكين الإلٰهي التي حتى يمكن أن تدفع به إلى طيف من أطياف الفصام.

ولكن الدلائل الكبرى، تشير إلى أن المحرك والمفكر الذي يخطط للحركة الحوثية ويشير عليه بالمناورات السياسية المحلية والإقليمية والدولية؛
ويزودها في نفس الوقت بالخبراء العسكريين وتكتيكات المعارك والصواريخ الباليستية والبترول وكل أنواع الدعم العسكري والمادي، هم:

إيران وحزب الله.

ويعتمد الحوثي، في الأداء والتنفيذ على:
السلالة السياسية التي تشاركه الفكرة، والعصبية القبلية التي روضها، والدولة العميقة التي سيطر على ماكينتها، والمتحوثون الذين فضلوا التعامل مع الحوثي على التصالح مع أبناء عمومتهم وجيرانهم الذين يتصارعون معهم على الوجاهة المحلية.

ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نتوقف فيه عن استقبال رسائل الإهانة من الحوثي وحزب الله وإيران، وندحرهم ونتخلص منهم إلى غير رجعة.

وحتى ذلك اليوم، سيستمر الحوثي بقتل نساءنا وأطفالنا.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد