*السفير/ كانغ يونغ :
يصادف الأول من يوليو لهذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. بعد مرور مائة عام من النضال الشاق، انتهى الحزب الشيوعي الصيني تاريخ ظلم الدول الغربية للصين تماما، وأسس سلطة الشعب، وجعل الدولة الفقيرة المتأخرة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الأمر الذي خلق المعجزة في تاريخ البشرية.
سألني الكثير من الأصدقاء اليمنيين مؤخرا: لماذا يستطيع الحزب الشيوعي الصيني تحقيق هذه الإنجازات الرائعة؟ ما هو سر “معجزة الصين” ؟ أعتقد أن هناك أسبابا كثيرة، لكن أهم الأسباب المتمثلة في أن يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بمفهوم” الشعب أعلى من أي شيء”، ويحافظ على تضامن الدولة واستقرارها وقتا طويلا، ويتمسك بالسياسة التي تتمحور حول بناء الاقتصاد على الدوام، ويقوم بتعزيز بناء الحزب دون التقليل من اليقظة.
مفهوم” الشعب أعلى من أي شيء” هو هدف الحزب الشيوعي الصيني ورسالته المحددة منذ تأسيسه، ولن ينسى على مدى مائة عام. لا نشجع الشعب على المشاركة في القضية الثورية وبناء الاقتصاد الوطني للصين الجديدة فحسب، بل نأتي بثمار الانتصار والتنمية الاقتصادية للشعب أيضا. يتخذ الحزب الشيوعي الصيني رضا أو عدم رضا الناس كمعيار مفتاحي لقياس عمله، ويشارك التنفس والمصير مع الشعب.
يعد الحفاظ على تضامن الدولة واستقرارها شرطا جذريا لبناء الدولة وتطورها. يدعو الحزب الشيوعي الصيني جميع الناس إلى الحرص على التضامن مثل الحرص على عيونهم، وتؤكد أن الاستقرار أهم من أي شيء آخر. كما ينادي الحزب الشيوعي الصيني التضامن والمساواة بين جميع الأقليات القومية بغية تشكيل الأسرة الكبيرة للأمة الصينية، ويلبي متطلبات الطبقات والمناطق المختلفة بشكل كامل، ويسعى إلى بناء المجتمع المتناغم. سيؤدي ذلك إلى تقليل النزاع الداخلي والتركيز على التنمية الاقتصادية.
تعتبر السياسة التي تتمحور حول بناء الاقتصاد تجربة هامة مستكشفة للصين الجديدة منذ عام 1949 حتى عام 1979. يعتقد الحزب الشيوعي الصيني أن التنمية الاقتصادية بالقوة هي المفتاح العام لحل جميع المشاكل الصينية، ويعمل على استخدام كافة الموارد لخدمة بناء الاقتصاد. لذلك خلال أكثر من العقود الأربعة الماضية، شهد العالم بالذات تطورا سريعا مستمرا للاقتصاد الصيني، وأكملت الصين المهمة التي أكملتها الدول الغربية المتقدمة أثناء الأربعمائة سنة.
يتحلى الحزب الشيوعي الصيني بالصفة المتميزة المتمثلة في تعزيز بناء الحزب دون التقليل من اليقظة. يتذكر الحزب الشيوعي الصيني هدفه لخدمة الشعب على نحو عميق بصفته الحزب الحاكم، ويناضل جميع الأفكار والتصرفات الخاطئة باستمرار التي تتعارض مع مصالح الشعب، ويكافح الفساد بحزم وعزم. يتطلب الحزب الشيوعي الصيني من نفسه مواكبة العصر ويشجع أعضاء الحزب على طلب العلم من المهد إلى اللحد وخدمة الشعب من المهد إلى اللحد أيضا. لا أبالغ القول إن الحزب الشيوعي الصيني الذي يضم تسعين مليون حزب حاكم متمتع بالقدرة التنفيذية العظمى، إنه أكبر فريق دراسي ومبدعي في أنحاء العالم أيضا.
سألني الكثير من الأصدقاء اليمنيين: هل يستطيع اليمن التعلم من تجارب الحزب الشيوعي الصيني وبناء مجد حكم اليمن؟ إجابتي هي أن ظروف الدولة تختلف عن الدولة الأخرى، تجارب الحزب الشيوعي الصيني استكشفت من ممارسات الصين الملموسة وثقافة الصين التقليدية، قد لا تكون هذه التجارب مناسبة للبلدان الأخرى. علاوة على ذلك، ليس لدينا أي نية الترويج لـ “النمط الصيني” في الخارج.
أعتقد أن اليمن يتمتع بتاريخه وثقافته واقتصاده ومجتمعه الفريد، وحلول القضية اليمنية تعتمد على استكشاف الشعب اليمني وجهوده. طبعا باعتبار صديقا للشعب اليمني، أود أن أقول بصراحة إن الحرب الحالية في اليمن مأساة بين الاخوة، الشعب يواجه المعاناة والبلد لا يتطور. أدعو إلى وقف إطلاق النار في أنحاء اليمن بشكل فوري وشامل. يقف الشعب الصيني بجانب الشعب اليمني دوما، وندعم اليمن الحفاظ على سيادته ووحدته وسلامة أراضيه، ونؤيد تسوية القضايا عبر الحوار والتفاوض على أساس المرجعيات الثلاث. نرغب في العودة إلى اليمن فورا والمشاركة في إعادة البناء بعد تحقيق السلام في اليمن. دائما ما ترحب الصين بمشاركة اليمن في بناء مبادرة الحزام والطريق، وتأمل أن اليمن يتمكن من الانضمام إلى القطار السريع لتقدم الاقتصاد العالمي.
* السفير الصيني لدى اليمن