أكد السفير الصيني لدى اليمن السيد كانغ يونغ أن موقف الصين من القضية الأفغانية ثابت وواضح بصفتها دولة مجاورة صديقة، معتبرا الصين صديقا مخلصا لأفغانستان.
وقال في تصريح صحفي خاص لموقع اليمن الاتحادي ” نحترم دائما استقلال السيادة وسلامة الأراضي لأفغانستان، ونتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، ونحترم الشعب الأفغاني في تقرير مستقبله ومصيره بذاته، وندعم تنفيذ مبدأ “عملية يقودها الأفغان ويملكها الأفغان، ونأمل أن تشكل أفغانستان “حكومة منفتحة وشاملة وذات تمثيل واسع، وتتبع سياسة معتدلة ومستقرة داخليا وخارجيا من أجل تجنب الحروب والكوارث الإنسانية الجديدة، والتماشي مع رغبات الشعب الأفغاني وتوقعات المجتمع الدولي بشكل عام.
وأكد السفير الصيني في تصريحه أن الصين مستعدة لمواصلة تطوير علاقات حسن الجوار والصداقة والتعاون مع أفغانستان والقيام بدور بناء في إحلال السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان، معتقدا أن الرأي العام الدولي عموما يعتقد أن هذه النتيجة تتمتع بمنطقها الداخلي وحتميتها، مما يشير إلى أن التدخلات العسكرية وسياسات القوة لا تحظى بدعم الشعب وستفشل في النهاية.
وقال السيد كانغ يونغ في تصريحه ” لقد أثبتت الحقائق مرة أخرى أن نمط الدولة الأخرى ربما لا يناسب في البلدان ذات التاريخ والثقافة والظروف الوطنية المختلفة، فلا يمكن لأي نظام أن يقف بدون دعم الشعب، وحل المشاكل عبر القوة والوسائل العسكرية التي لن تؤدي إلا إلى زيادة المشاكل، وأن الدروس في هذا الصدد تستحق التفكير والمراجعة.
وتقع أفغانستان في آسيا الوسطى، وهي نقطة رئيسية من الصين إلى غرب آسيا حتى أوروبا، وبسبب هذا الارتباط الجغرافي الطبيعي والتواصل الثقافي طويل الأمد بين البلدين، أقامت أفغانستان علاقة وثيقة وودية مع الصين منذ القدم باعتبارها محطة في طريق الحرير القديم البري.
ومنذ أن طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة “الحزام والطريق” في عام 2013، تتطلع أفغانستان إلى تسريع إعادة بناء اقتصادها من خلال المشاركة في البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” وأخذ القطار السريع لتنمية الصين.
وفي عام 2016، وقعت الحكومتان الصينية والأفغانية على “مذكرة التفاهم بشأن التعزيز المشترك لبناء” الحزام والطريق “، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في بناء البنية التحتية، والاستثمار الاقتصادي والتجاري، والطاقة وغيرها من المجالات بين البلدين، وتوفير الأساس النظامي للتعاون بين البلدين في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وفي عام 2019، أشار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أن الصين وأفغانستان وباكستان على استعداد لتعزيز التواصل والترابط ودفع توسيع مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان إلى أفغانستان. في الوقت الحاضر، تمر أفغانستان بمرحلة مفتاحية من التطور. إن الصين مستعدة لمواصلة تعزيز التعاون العملي مع أفغانستان في مختلف المجالات في إطار مبادرة” الحزام والطريق” وغيرها من الأطر، ودفع التعميق المستمر للشراكة التعاونية الاستراتيجية بين الصين وأفغانستان. كمحطة مفتاحية لمبادرة “الحزام والطريق”،
وعلق السيد كانغ يونغ على ذلك في تصريحه لليمن الاتحادي قائلا ” أعتقد أن أفغانستان ستستعيد تألقها بالتأكيد فهي اللؤلؤة على طول طريق الحرير القديم”.
ومنذ فترة طويلة، تجمعت بعض المنظمات الإرهابية وتطورت في أفغانستان، مما شكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين والإقليميين، وعلى وجه الخصوص تشكل حركة شرق تركستان الإسلامية تهديدا مباشرا لأمن الصين وطنا وشعبا باعتبارها منظمة إرهابية دولية مدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي.
وعلق السفير الصيني حول هذا الشأن قائلا “قامت الصين بالتعاون مع الحكومة الأفغانية لمكافحة حركة شرق تركستان الإسلامية، وأشار زعيم طالبان في أفغانستان للصين بوضوح أنه لن يسمح لأي قوة باستخدام الأراضي الأفغانية للقيام بأشياء تضرّ الصين”، مشيرا الى أن موقف الصين من مكافحة حركة شرق تركستان الإسلامية واضح وثابت.
وأضاف ” أتمنى أن تبتعد حركة طالبان الأفغانية عن جميع المنظمات الإرهابية التي تشمل حركة شرق تركستان الإسلامية، وأن تفي بجدية بالتزامها بعدم السماح لأي قوات باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن الدول المجاورة، وأن تكافح حركة شرق تركستان الإسلامية بحزم وبقوة، وتتجنب أن تعود أفغانستان أرضا خصبة للإرهاب مرة أخرى، وتزيل العوائق أمام الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التنموي، مؤكدا أن الصين تعارض بشدة جميع أشكال الإرهاب وتدينها وهي مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للمكافحة المشتركة على تهديد الإرهاب”.
وكان الوضع الداخلي في أفغانستان قد شهد مؤخرا عددا من التغييرات الجوهرية، بعد أن سيطرت حركة طالبان على البلاد عقب انسحاب القوات الأجنبية منها، والتي سبق أن تم الإطاحة بها من السلطة قبل 20 عامًا.
وأكد مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في تصريحات سابقة أن الوضع في أفغانستان قد شهد تغييرات جذرية، وانهار النظام السابق دون مواجهات مسلحة وأعلنت حركة طالبان تحقيق النصر.