24 C
الجمهورية اليمنية
11:25 مساءً - 28 مارس, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

شوربة الوسخ !

عزالدين سعيد الاصبحي :

الإنهيار القيمي الذي يدمر المجتمع مرده لإنهيارات مخيفة داخلنا..
نعم داخل بعض الناس ظلام مدمر لأنفسهم قبل أن يكون وبالا على الآخرين، فهم على استعداد لأن يتجرعوا المر، ويعملوا ما لايقبل به عقل نظير إلحاق الأذى بالآخرين .

وكما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال
( *شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه* )
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت: “استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ائذنوا له، بئس أخو العشيرة، أو إبن العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام))، فقالت عائشة : يا رسول الله، قلت الذي قلت، ثم ألَنْتَ له الكلام، قال: ((أي عائشةُ، إن شر الناس من تركه الناس – أو وَدَعَه الناس – اتقاء فحشه))”.

ذلك وجه من وجوه الشر التي تصادفنا جميعا كل يوم وبأشكال مختلفة في الشارع والعمل أو منصات الإعلام.
وجاء هذا الفضاء اللامحدود وغير المنضبط ليطلق للكثيرين فرص ترسخ القيم المضادة للآدمية، وتنامي السلوك المسيء إلى حد ظهور ظاهرة الابتزاز لاتقاء الناس لهذا الفحش . والأسوأ هذا المرض الذي لا ينتهي في ترسيخ الوسخ ..

*تتذكرون موقفا في أحد أفلام إسماعيل ياسين عندما وضع بقايا الأوساخ في حلة وذهب ليرميها في الحمام فشاهده الشاويش عطيه وسارع باتهامه أنه يسرق حلة الشوربه الخاصة بالمجموعة وبقي إسماعيل ياسين يحلف أن في الحلة أوساخ وليس (شوربة) ولم يصدقه الشاويش وأحضر العسكري مجانص الذي يكره إسماعيل كره العمى وطلب منه التأكد مما في الحلة.
وشرب مجانص قليل من الوسخ ومع ذلك قال، إنها شوربة، حتى يثبت التهمة باسماعيل الذي كرر حلفان اليمين متوسلا، فطلب الشاويش من العسكري مجانص التأكد مرة أخرى، وأن يتذوق ما في الحلة، وأعاد هذا الكره وشرب الأوساخ ،وقال شوربة. وأمام إصرار إسماعيل أراد الشاويش أن يتأكد بنفسه وشرب وعرف أنها بقايا أوساخ وليست شوربة! .
والعسكري مجانص شرب مرتين وكان مستعد يشرب كل الوسخ فقط ليثبت تهمة على زميله الذي لا يحبه.
كل ذلك لأن الكره والسواد الذي في داخله، يجعله على استعداد أن يفعل أي شيء، من تزوير وكذب، وافتراء، فقط ليلحق الاذى بالآخر.

وهكذا هم في حياتنا ،العديد من أشكال مجانص، مستعدون لأن يفتروا بكل السبل فقط لأنهم يكرهون الآخرين، رغم أنه في الأخير ستظهر الحقيقة ولن ينالوا غير أن يشربوا بقايا أوساخ.
وهنا علينا ألا نجعل هذا الفحش بالقول والتنمر ينال منا، وألا نعطي لكل من أطلق السواد الذي في داخله أي إحترام ، نعم يترفع الناس ليصونوا القيم ويعلوا من السلوك لا أكثر.
لذا فلتمضي بمسار حياتك الصحيحة ولتترك الوسخ لمن يستحقه.
___
*عزالدين الاصبحي*

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد