*عز الدين سعيد الأصبحي:
للأسف فإن توضيح جورج قرداحي حول تصريحه بشأن اليمن ودعمه ميليشيا الحوثي أسوأ من التصريح نفسه، وياليته ما وضح فهو فقط حاول تملق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دون نفيه اتهامه أنهما يمارسان عدوانا على اليمن حسب تصريحه!!
لم يعتذر صراحة عن جهله أو موقفه، هو قال في توضيحه على فيسبوك أن التصريح سُجل معه كما قال قبل شهر من تعيينه وزيرا للإعلام في حكومة لبنان الحالية.
وقال بوضوح أن ميليشيات الحوثي تدافع عن اليمن ضد العدوان، ومفجع أن وزير إعلام دولة عربية وقبلها إعلامي معروف ( وإن كان في برامج منوعات) يرى بانقلاب ميليشات على مؤسسات الدولة وعلى الإجماع الوطني وعلى إرادة الأمة دفاعا وليس انقلابا، وأن ما تقوم به هذه الميليشيات من قتل ممنهج ووحشي ضد أبناء الشعب بفاشية لم يعرف التاريخ لها مثيل هو دفاعا ضد تحالف دعم الشرعية.
مفزع أن يكون قرداحي المذيع وليس الوزير لا يعرف حقيقة الانقلاب وحقيقة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا الحوثية في اليمن، ولا تفجيرها منازل المواطنين ودور العبادة، وأنها تحاصر القرى والمدن، ومخيف انه لا يعرف الحقائق في بلد عربي ولا تاريخ هذا البلد العريق وتفاصيل المشهد السياسي فيه، ومخيف ألا يدرك مدى الألم الذي يحدثه بموقفه المنحاز هذا لمجموعة منفلتة تقتل وتختطف المواطنين وأصحاب الرأي، وأن عدد الإعلاميين فقط الذين قتلوا وغيبوا بسجون الحوثي كفيل بأي إعلامي وليس وزير إعلام بأن يكون في طليعة المناهضين لهكذا حركة متطرفة لا أن يراها حركة تحرير !!.
ليس أصعب وأكثر مرارة من مناقشة شخص يتجاهل الحقائق الواضحة بإنحياز مخيف.
توضيح قرداحي ( متملقا) أشقاء هو أسوأ من التصريح لتجاهله الشعب اليمني وعدم تقديمه اعتذارأ يليق بالموقف الأخلاقي قبل السياسي، وتصميمه على استباحة قتل اليمنيين من ميليشيا منفلته أسوأ من موقف معلن فيه شجاعة سنحترمها رغم اختلافنا معها.
هذا تصريح مشين لموقف مشين لا يعبر عن لبنان ولاشعبه ولاحكومته، ولن يربح معه قرداحي المليون ولن يحوز لحظة المسامح كريم.
___
* سفير الجمهورية اليمنية بالمغرب