*شاو تشنغ:
تنعقد حاليا في الصين “الدورتان السنويتان” أي المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. أصبحت الدورتان السنويتان كلمة ساخنة في الصين والعالم وأصبحت ملفتة لأنظار الشعب في الصين والعالم.
تُعتبر الدورتان السنويتان نافذة فهم الصين ومفتاح تفسير السياسات الصينية. من خلال الدورتين السنويتين، يمكننا التركيز على الإنجازات التنموية في الصين. أشار تقرير عمل الحكومة إلى أنه في عام 2022، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3%؛ توظيف 12.06 مليون نسمة في البلدات والمدن؛ ارتفع أسعار المستهلك بنسبة 2%؛ بلغ إنتاج الحبوب إلى 0.685 تريليون كيلوغرام بزيادة قدرها 3.7 مليار كيلوغرام. كانت السنوات الخمس الماضية غير عادية للغاية ولكن الصين صمدت أمام الاختبارات المتعددة مثل التغيرات المتسارعة في العالم وتأثير جائحة فيروس كورونا المستجد وتراجع الاقتصاد المحلي، لتحقق العديد من الإنجازات الملموسة بما في ذلك: بلغ الناتج المحلي الإجمالي إلى121 تريليون يوان (17.4 تريليون دولار)، بمعدل نمو سنوي يبلغ 5.2% في خمس سنوات؛ توظيف 12.7 مليون نسمة البلدات والمدن سنويا؛ ازدادت الأميال التشغيلية للسكك الحديدية العالية السرعة من 25000 كيلومتر إلى 42000 كيلومتر؛ بلغ معدل النمو السنوي لإجمالي الواردات والصادرات من السلع 8.6 % وتحتل الصين المرتبة الأولى في العالم لسنوات عديدة؛ استضافت الصين بشكل ناجح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية للمعاقين في بكين بطريقة بسيطة وآمنة ورائعة؛ انتصرت الصين بشكل حاسم في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد وإلخ. في عام 2023، ستواصل الصين بذل جهود حثيثة سعيا لتحقيق الأهداف الرئيسية : نمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5%؛ توظيف 12 مليون نسمة جديد في البلدات والمدن؛نمو أسعار المستهلك بنحو 3%.
من خلال الدورتين السنويتين، يمكننا فهم سياسة الصين الخارجية. عقد وزير الخارجية الصيني تشين قانغ مؤتمرا صحفيا يوم 7 مارس وأجاب على أسئلة الصحفيين من الداخل والخارج حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الخارجية. شرح الوزير تشين قانغ السياسة الخارجية عوضا وطولا، مما جعل هذه السياسة أكثر وضوحا أمام العالم. أكد الوزير تشين قانغ أنه يمر العالم اليوم بتغيرات غير مسبوقة منذ مائة سنة. ستتمسك الصين بالسياسة الخارجية المستقلة بحزم وتتمسك باستراتيجية الانفتاح المتسمة بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بحزم، وتكون دوما من يبني سلام العالم ويساهم في التنمية العالمية ويحافظ على النظام الدولي. بالنسبة إلى العلاقات الصينية العربية، أكد الوزير تشين قانغ أن الصين والدول الشرق الأوسطية لها تاريخ طويل وأنهما صديقان وشريكان حميمان. في القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت في نهاية العام الماضي، اتفقت الصين والدول العربية على بذل كل جهد لبناء المجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك في العصر الجديد، مما عزز التعاون الودي بين الصين والدول العربية بشكل فعّال. تدعم الصين الحكم الذاتي الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط وتعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للدول الشرق الأوسطية. ستواصل الصين دعم العدالة ودعم الدول الشرق الأوسطية في تعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة من خلال الحوار والتشاور. تحترم الصين مكانة الدول الشرق الأوسطية كأسياد المنطقة كل الاحترام، ولن تقوم بملء ما يسمى بـ”الفراغ” أو تشكيل دوائر ضيقة إقصائية. نحرص على أن نكون من يعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ويتعاون مع دول المنطقة في تحقيق التمنية والازدهار ويدفع التضامن وتقوية الذات لها.
من خلال الدورتين السنويتين، يمكننا معرفة مساهمات الصين للعالم. لدى دول العالم توقعات كبيرة للدورتين السنويتين، لأن الصين الواقعية والشجاعة ستأتي بالمزيد من الاستقرار والقوة الإيجابية إلى العالم؛ إن الصين الواثقة والمنفتحة والواعدة ستأتي بفرص التنمية الجديدة والزخم الجديد للعالم؛ إن الصين التي لها قلب للعالم والمسؤولية ستأتي بالإلهام الجديد والأمل الجديد لتعزيز السلام والتنمية والازدهار والتقدم للبشرية. في السنوات الأخيرة، طرحت الصين مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والتي تحظى بالفهم والاعتراف والدعم من قبل العالم بأسره. تقدم الصين تجاربها وحلولها وحكمها لدول العالم. ستواصل الصين تقاسم المصير مع جميع دول العالم وتضع تنميتها في نظام التنسيق للتنمية البشرية، وتجمع دائما بين مصالح الشعب الصيني والمصالح المشتركة لشعوب البلدان الأخرى وتتعاون مع جميع الدول لخلق مستقبل أفضل للعالم.
مؤخرا تم انتخاب قادة الصين الجدد، وانتخب شي جين بينغ بالإجماع رئيساً لجمهورية الصين الشعبية ورئيساً للجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية. نعتقد اعتقادا راسخا أن الصين ستحقق تنمية أفضل وأكبر في المستقبل.
* القائم بأعمال السفارة الصينية في اليمن