*شاو تشنغ:
منذ أكثر من 2000 عام ، تغلب أسلافنا على الكثير من الصعوبات وفتحوا طريق الحرير البري الذي يربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وطريق الحرير البحري الذي يربط بين الشرق والغرب. في عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة ” الحزام والطريق ” بشكل رسمي تركيزا على مستقبل ومصير البشرية واتجاه التنمية العام للصين والعالم. مبادرة “الحزام والطريق” الحالية ليست إحياءً أو نسخة طبق الأصل من طريق الحرير القديم، لكنها مبادرة عظيمة ومبدعة وغير مسبوقة وستفيد الأجيال القادمة.
على مدى السنوات العشر الماضية، تمسّكت الصين بالتواصل في السياسات وترابط المنشآت وتيسير التجارة وتيسير التمويل والتواصل بين قلوب الشعوب، واتخذت التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة كالمبدأ، وستواصل إضافة الزخم الجديد في التنمية والازدهار العالميين، ونقل الثقة والأمل إلى الناس في جميع أنحاء العالم.
على مدى السنوات العشر الماضية، بفضل الجهود المشتركة لجميع الأطراف، استمرت دائرة الأصدقاء لـ “الحزام والطريق” في التوسع. ووقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاونية بشأن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” مع 151 دولة و 32 منظمة دولية. وتمثل الدول التي تشارك في بناء “الحزام والطريق” 83٪ من الدول التي تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الصين و 78٪ من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. بالنسبة إلى الشرق الأوسط، وقعت الصين الوثائق التعاونية لـ “الحزام والطريق” مع 21 دولة عربية وجامعة الدول العربية. أصبح “الحزام والطريق” منتجًا عالميًا شعبيًا ومنصة للتعاون الدولي.
على مدى السنوات العشر الماضية، نما معدل حجم الاستيراد والتصدير بين الصين والدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” 8.6٪ سنويا بشكل متوسط، مما أدى إلى توفير 420 ألف فرصة عمل للدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” ورفع ما يقرب من 40 مليون شخص للخروج من الفقر. تراكم الاستثمار الصيني المباشر في الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” أكثر من 180 مليار يوان، وبلغ الاستثمار المباشر للدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” في الصين 80 مليار يوان. وفقًا لتقرير البنك الدولي، بحلول عام 2030، من المتوقع أن يساعد البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” 7.6 مليون شخص على التخلص من الفقر المدقع و 32 مليون شخص على التخلص من الفقر المعتدل. هذه إنجازات بناء وقوية وحقيقية.
في السنوات العشر الماضية، تم انتهاء بناء خط السكة الحديد بين الصين ولاوس. وقد سلطت محطة بوتالام للطاقة في سريلانكا الضوء على آلاف الأسر. وأصبح بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر مشروعًا بارزًا آخر في التعاون الصيني المصري: يلعب الخط السريع بين الصين وأوروبا دورًا مهمًا في تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”. تعزز العديد من المشاريع التعاونية المواصلة والتعميق والترسيخ في بناء “الحزام والطريق”.
في 7 مارس، حضر وزير الخارجية الصيني تشين قانغ المؤتمر الصحفي وأجاب على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول “سياسة الصين الخارجية والعلاقات الخارجية”، مؤكدا أن مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين وتتعاون كافة الأطراف في بنائها ويتقاسم العالم منافعها تعد منتجا عاما ممتازا، تم تعبيد طريق واسع للتنمية المشتركة، مما ترك سلسلة من “المعالم الوطنية” و”المشاريع المعيشية” و”رموز التعاون”. لن تقبل الصين أبدا تهمة ما يسمى بـ”فخ الديون” على كل الأحوال. أشارت الإحصاءات إلى أن نصيب المؤسسات المالية المتعددة الأطراف والدائنين التجاريين يتجاوز 80% في الديون السيادية للدول النامية، ويعد أكبر مصدر للضغط على الدول النامية في سداد الديون. خاصة أن الولايات المتحدة قامت برفع أسعار الفائدة بسرعة بالغة وبشكل غير مسبوق منذ العام الماضي، مما أدى إلى تدفق كمية هائلة من أموال الدول الأخرى إلى الخارج، وفاقم مسألة الديون في الدول المعنية.
في عام 2019، وقعت حكومتا الصين واليمن مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”. تتمتع اليمن بالموقع الجغرافي المتميز والموارد الطبيعية الغنية والإمكانات التنموية الهائلة. مع الاستقرار التدريجي لوضع اليمن، إن الصين مستعدة لتوثيق التعاون مع اليمن في إطار مبادرة “الحزام والطريق” بما يعود بالنفع على الشعبين.
دعونا نتطلع إلى العقد القادم المجيد الذي ينتمي إلى “الحزام والطريق”.
*القائم بأعمال السفارة الصينية في اليمن