29.7 C
الجمهورية اليمنية
9:14 مساءً - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

صنعاء بين المزار الشيعي وكذبة ولاية علي بن أبي طالب عليها (الحلقة الثالثة)

توفيق السامعي :

ولعل الأمر التبس على الرواة في أمر الولاة؛ فقد كان بعضهم ولاة لتحصيل الصدقات وتخميس الأخماس، كما هو حال علي بن أبي طالب مع خالد بن الوليد في نجران وهمدان، وكان البعض الآخر ولاة ولاية عامة كمعاذ وخالد بن الوليد، ومن هنا تعددت الروايات والقوائم، ونحن نرجح ما شهر منها وكان عليه أكثر الروايات.

إذا أخذنا بالسياق الزمني وتتابع الأحداث منذ بدايتها، بحسب التصنيف التاريخي عند المؤرخين، سنجد التالي:

– كسرى الفرس يأمر باذان أن يأتيه برأس الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فتأتي معجزة إخبار النبي لرسول باذان بأن (ربي قد قتل ربه الليلة)، يتحقق باذان من الأمر فيكون صحيحاً فيسلم باذان ومن معه.

– الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقر باذان والياً لصنعاء، وبالتالي يكون هو الأول بين سلسلة ولاة النبي عليها.

– يظهر أمر الأسود العنسي فيقتل باذان، فيرث شهر بن باذان ولاية صنعاء عن أبيه.

– الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقر شهر بن باذان والياً لصنعاء، وبالتالي يكون ثاني ولاة النبي على صنعاء.

– يقتل الأسود شهر بن باذان، فيرسل الرسول لفيروز الديلمي يقتل الأسود، فيوليه صنعاء بعدهما، فيكون الوالي الثالث للنبي على صنعاء.

– هنا تدخل بقية الروايات لبقية الولاة، كيف يأتي والٍ من قبل النبي لصنعاء سواء كان أبان بن سعيد بن العاص، أو وبر بن يحنس، بينما ما يزال واليه قائماً فيها ولم يعزله؟!

– ربما يترجح أن أبان بن سعيد أرسل من قبل الرسول أيضاً لتعليم الناس الفرائض وتخميس الأخماس وتحديد الصدقات كما فعل مع خالد بن الوليد بإرسال علي بن أبي طالب.

يعود أبان بن سعيد إلى المدينة وإلى الرسول، فيرسل – في مرضه الذي توفي فيه- وبر بن يحنس الخزاعي ليبني مسجد صنعاء، وبالتالي يبقى الحال على ما هو عليه في رواية وقائمة ابن الديبع “توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعماله يومئذ على اليمن ثلاثة: أبان بن سعيد بن العاص على صنعاء وأعمالها. ومعاذ على الجند ومخاليفها، وزياد بن لبيد البياضي على حضرموت وأعمالها. وقيل: استعمل – عليه الصلاة والسلام- المهاجر بن أبي أمية المخزومي على كندة بحضرموت، فمرض بالمدينة ولم يطق الذهاب إلى حضرموت فكتب – عليه الصلاة والسلام- إلى زياد بن لبيد ليقوم على عمل المهاجر”.

وهناك رواية أخرى أوردها ابن الديبع عن الشريف ابن إدريس أن الرسول توفي وعلى صنعاء فيروز الديلمي ، وكما أسلفنا قد يكون هو الوالي العام ووبر بن يحنس أو أبان عامل الصدقات.

ربما كان هذا التسلسل، وهذا الربط هو أقرب الأمور منطقية من غيرها، وإلا فإن الأمر سيكون فيه خلاف كبير واضطراب الروايات وعدم ترتيبها.

لكن وجود رواية أن معاذ بن جبل كان يتردد على تهامة وصنعاء يعلم الناس أمور دينهم، كما عند الجندي وابن الديبع أيضاً، وسايرهم عليها محمد الأكوع، يجعل الأمر ملتبساً أكثر؛ إذ ما هي وظيفة كل من وبر بن يحنس وأبان بن العاص!

….يتبع الحلقة الرابعة، مبعث خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب إلى اليمن

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد