22.1 C
الجمهورية اليمنية
9:27 صباحًا - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارحقوق وحريات

بعد هروبهم من الحرب في أوكرانيا.. طلاب عرب تتخلى عنهم بلدانهم!

*تقرير/ سماح الشغدري: 

رحلة ملفوفة بالرعب والمخاطر عاشتها شيماء** المغربية مع مئات من الطلاب الذين كانوا يدرسون في الجامعات الأوكرانية بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا 24 شباط/ فبراير 2022، واضطروا جميعهم للجوء الى دول أوربية عبر طرق برية، واجهوا خلالها ظروف قاسية والعديد من المخاوف.

الهروب الكبير

لم يكن يخطر على بال طالبة الطب العشرينية شيماء، أنها ستعيش تجربة الهروب من الحرب والتنقل، لا سيما بعد أن استقر بها الحال في أوكرانيا وقطعت ثلاثة سنوات من الدراسة الجامعية على نفقة الأسرة، ولم يبقى أمامها إلا القليل في طريق تحقيق حلمها بالتخرج والعودة إلى وطنها الأم.

تقول شيماء: “لم أعلم بالغزو الروسي إلا في صباح اليوم التالي التي بدأت فيها موجة الهلع والفوضى والتهجير لأني كنت أعيش بمدينة دنيبرو التي تعرضت للقصف لاحقا، واستهدفت القاعدة العسكرية والمطار العسكري فيها، لأبدأ بعدها رحلة قاسية من الهرب واللجوء والبحث عن وطن بديل.

التمميز والأولويات!

دنبيروا التي تبعد 3 ساعات عن الحدود، كغيرها من المدن الأوكرانية شهدت حالة من الفوضى والتدافع على القطارات وصلت حد العراك! إلا أن ما يحز في قلب شيماء وما يزال عالقا في ذهنها، هي العنصرية التي واجهتها مع زملائها من الجنود الذين جعلوا الأولوية في الهروب للأواكران والأجانب الغربيين وتركوا البقية يتجمدون في البرد القارس لأيام!

كانت شيماء محظوظة عندما سافرت برحلة قطار آمنة إلى الحدود الرومانية، لكن الخوف من استهداف الطيران الروسي للقطارات خلال الليل، كان مصدر قلق لها ولكل رفاق الرحلة، فاضطروا للتوقف على أصوات الانفجارات التي تأتي من أماكن متفرقة.

الأمل والعنصرية!

وجدت شيماء نفسها بمواجهة مع المجهول حين وصلت إلى رومانيا، فهي تعرف أنها لن تكون قادرة على مواصلة الدراسة في المغرب بسبب أزمة المستشفيات الجامعية التي تكتظ بالطلاب من الجامعات المغربية، وحساسية الجهات المختصة في البلد من دارسي الطب في أوكرانيا، على الرغم من أن الدراسة باوكرانيا معترف بها دوليا، إلا أن إبلاغها بإمكانية مواصلة الدراسة أعاد إليها الأمل عند سماعها باستقبال ألمانيا للطلاب اللاجئين من أوكرانيا.

قضت شيماء ستة شهور تحاول الحصول على فرصة لتعلم اللغة ومواصلة الدراسة في ألمانيا على نفقتها الخاصة، إلا أن العنصرية بالتعامل في الجامعات الألمانية والتمييز بينهم وبين الطلاب الأوكران على الرغم من أنهم جاؤوا من نفس الجامعات والمدن وعانوا ويلات الحرب، اضطرها لمواصلة الدراسة في جامعتها الأوكرانية عبر الأون لاين، وتواصل في ذات الوقت شق طريقها الصعب بعد انتقالها من نجولشتادر إلى هامبورغ للحصول على الحق بالإقامة.

الحروب وتبعاتها..

خلقت الحرب الروسية الأوكرنية الكثير من المأسي، خاصة على الطلاب المبتعثين للدراسة وفرقتهم في الشتات، خاصةً الذين ينحدرون من بلدان الشرق الأوسط والدول النامية، الذين لم يجدوا الاهتمام من أوطانهم الأم، ولم تتحمل سلطات بلدانهم المسؤولية بمعالجة مشاكلهم ومساندتهم لمواصلة تعليمهم الجامعي في دول بديلة.

ولم تقتصر تبعات الحرب على شيماء ورفاقها، بل انعكست تبعاتها على أوربا بأكملها، خاصة في الجانب الاقتصادي ومصادر الحصول على الطاقة التي كانت روسيا المنبع الرئيس له، ما جعل ألمانيا وبقية الدول تواجه فصول شتاء باردة وأزمة مستدامة بالحصول على المشتقات النفطية ما تزال تبحث لها عن حلول ومخارج حتى اليوم..

**نقلا عن منصة أمل هامبورغ

*شيماء اسم مستعار

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد