كتب/ بشرى العامري:
ليس هناك أكثر قدرة على تبديل الأقنعة واخفاء حقيقة مواقفه من الحوثيين كايران، فالعقيدة الباطنية التي تظهر غير ما تخفي هي منبع مشترك للجميع هنا .
وبرغم رفع الحوثي لشعار الوطن إلا انه اكثر من يعمل على تدمير قدرات البلد وأهله.
الحوثيون كحركة عنصرية مذهبية لا تنظر للوطن برؤية انتماء وأنها جزء من الشعب فهي ترى كل ذلك ادوات مُسخّرة لها ولمشروعها، وتتلاقى مع طهران في هذه الرؤية مع تقاسم الموقف الواحد المعادي للمنطقة العربية باسرها.
ومع تصاعد المواقف الدولية التي تضرب إيران واذرعها في المنطقة يتبادر سؤال هام هل تتخلى إيران عن الحوثيين؟ وتوقف دعمها للميليشيات التي دربتها من الصفر لتكون الان ذراعا مدمرا لأمن واستقرار الجزيرة العربية ؟.
خاصة مع تصاعد الموقف الأمريكي والدولي الذي يؤكد أن ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية دولية مهددة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وتعود هنا إيران الى تفاصيل لعبة تتقنها وهي المراوغة والتخفي باقنعة جديدة تناسب المرحلة الدولية الصعبة عليها .
حيث أعلنت طهران أكثر من مرة بأنها تخلت عن الحوثيين والذين بدروهم طلب منهم موقف معلن ينوهون فيه انهم أصحاب قرار مستقل عن إيران، وان كل القيادات العسكرية الإيرانية في صنعاء وبما فيهم مايسمى سفير إيران لديهم وكل المستشارين الذين يديرون عمليات التصنيع الحربي وإدارة المعركة للميليشيات الحوثية،هم مجرد عابري سبيل وليسوا أصحاب القرار .
في الوقت ذاته تشير بعض المصادر إلى أن طهران بدأت في سحب عناصرها العسكرية من اليمن وتقلص دعمها للحوثيين، وتفيد تقارير أخرى بأن هذا التحرك قد يكون جزءاً من استراتيجية إيرانية أوسع لإعادة تموضعها في المنطقة دون التخلي الكامل عن حلفائها.
وفقاً لصحيفة “التلغراف” البريطانية، ًنقلاً عن مسؤول إيراني رفيع، فإن إيران قررت سحب قواتها العسكرية من اليمن ووقف دعمها لجماعة الحوثيين، في خطوة تهدف إلى تجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وسط تصاعد الحملة الجوية الأمريكية ضد الجماعة المسلحة
ولكن ولخبرة اليمنيين أنفسهم مع الميليشيات الحوثية والتدخل الإيراني ،فإن واقع الحال يقول ان هذا الترابط العضوي سيبقى كونه من منبع واحد ، وبهدف واحد موجه ضد اليمن كحضارة وموقع استراتيجي ،وضد المنطقة العربية بأكملها، فذلك هو درس التاريخ الذي لا تنساه الأجيال من هذه الجماعة ،التي جُبلت على الغدر وتمزيق الوطن ونهب مقدراته.