د/ عبده سعيد المغلس :
يقول سبحانه في كتابه النور والمنهج :
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران ١٧٣.
(وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) ابراهيم ٧٦.
(فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) النمل ٥١.
هذه آيات الحق لقوانين الله الحاكمة والموجهة للإنسان، تصف عزيمة المؤمنين، ونهاية المكر وشروره.
المراقب المنصف لما تواجهه الشرعية، بقيادة فخامة الرئيس هادي من تآمر لجموع محور الشر المستهدف لليمن، منذ اللحظة الأول لوصول فخامته بانتخاب شعبي لحكم اليمن، وبزوغ مشروع مجد اليمن ونهضته”اليمن الاتحادي” ومخرجات الحوار الوطني، التي عالجت أسباب ونتائج الحروب والعنصرية والطائفية والمناطقية، التي عصفت باليمن منذ نكبة الإمامة وفقهها المغلوط.
لقد التقت قوى محور الشر بجمعها وقضها وقضيضها، بدولها وجيوشها وامكانيتها وأدواتها، على الشرعية اليمنية ومشروعها، منذ أحداث العرضي بصنعاء ومقتل الدكتور احمد شرف الدين يوم اختتام مؤتمر الحوار الوطني، إلى انقلاب المليشيا الحوثية الإمامية، وتسليمها مقومات الدولة بجيشها وأمنها ومؤسساتها، ومحاولات قتل رمز الشرعية اليمنية ومشروعها الإتحادي فخامة الرئيس هادي، في صنعاء وعدن ومحاصرته بمنزله، ومحاولة اجباره لشرعنة الانقلاب ورفضه كل ذلك، واضطراره مغادرة الوطن، ومنعه من العودة بعدها، ومنع الحكومة من أداء مهامها، ومنع اليمن من تصدير نفطه وغازه، وتحصيل موارده، والصعوبات التي تواجه شراء سلاحه، وعمليات شراء النفوس الضعيفة، وتكوين مليشيات خارج مكون دولة الشرعية لتحارب الشرعية، وإنشاء كانتونات تستهدف اليمن الدولة والوطن بثورته وجمهوريته وشرعيته.
انطلق هذا التآمر بانقلاب الإمامة تسنده مقومات الدولة اليمنية، ومخازن سلاحها التي جمعت ما قدمه المعسكر الإشتراكي والمعسكر الغربي ابان الحرب الباردة بين الشطرين، وسلاح جمعته دولة الوحده، وتهريب للسلاح النوعي مغضوض الطرف عنه، وتسليح متميز ونوعي للمليشيات، هي محطات للتآمر هائلة مهولة، يشيب لها الولدان، ومكر تزول منه الجبال، وجمع يكسر ويهزم صلابة أي قيادة أو شعب.
غير أن فضل الله وخير مكره كان لهم جميعاً بالمرصاد وهيأ ليمن الإيمان قيادة فريدة، تميزت بصبر وحنكة، وحكمة وإرادة، صمدت أمام عواصف وأعاصير التآمر، وحروب المكر وشروره، يسندها رجال الجيش الوطني والمقاومة والقبائل، الذين باعوا أنفسهم دفاعاً عن الله ودينه الحق، وعن اليمن بثورته وجمهوريته وشرعيته ومشروعه، مسنودين بشعب مؤمن بالحرية والكرامة، والثورة والجمهورية، والشرعية والمشروع.
ومن فضل الله وخير مكره وتدبيره لشؤون كونه وخلقه، أن هيأ قيادة متميزة لأرض الحرمين الشريفين، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتقود نهضة التغيير في أرض الحرمين الشريفين -والتي ستؤثر في مستقبل المنطقة والإسلام والمسلمين- وتحمي العروبة والدين، ووقفت المملكة وقيادتها لتقود تحالف دعم الشرعية واليمن، في حربهما ضد تآمر محور الشر الذي تقوده إيران وداعميها وأدواتها المستهدف لليمن والمنطقة.
وقاد فخامة الرئيس هادي معركة اليمن العسكرية والسياسية، ومعركة مفاوضات السلام، في ظل أوضاع غاية في الصعوبة والتعقيد، وشح للإمكانيات، وخذلان وتخاذل، وهيمنة ثقافة الفيد والغنيمة، وتعدد المشاريع لبعض قوى الشرعية.
فقاد فخامته دفة الوطن بحنكة واقتدار، وسط كل العواصف والضغوط، رافضا التفريط والهزيمة والاستسلام.
وأمام صمود فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعه اليمنيون المؤمنون بوطنهم وشرعيته ومشروعه، والدعم الصادق للملكة الشقيقة، هُزمت كل محاولات التآمر لإسقاط اليمن بشرعيته ومشروعه، في كل محطات التآمر.
وقررت قوى تآمر محور الشر لعب أخر أوراقها، فجمعت قواها بقضها وقضيضها، وحشودها وأنساقها، لتسقط بضربة مزدوجة عدن باحتلالها لقصر المعاشيق، ومأرب بحصار المدينة واسقاطها، غير أن هذه الجموع والحشود والتآمر زادت الشرعية والشعب اليمني إيماناً بقضيتهم، وبقوتهم وصمودهم، فاستلهموا عقيدتهم وتاريخهم ونضالهم، وحاضرهم ومستقبلهم، فانطلق النفير العام بتوجيه القيادة السياسة، فزلزل صوت الثورة والجمهورية والشرعية والمشروع، منطلقاً من تعز بخطاب محافظها الأستاذ نبيل شمسان،معلناً النفير العام ونصرة مأرب والشرعية، وتجاوبت مأرب البطولة والصمود بخطاب مزلزل لمحافظها الشيخ سلطان العرادة معلناً النفير العام، وزمجرت أسود الجوف وصنعاء بخطابات محافظيهما الشيخ أمين العكيمي والشيخ عبدالقوي الشريف، معلنين النفير العام، ونصرة مأرب والشرعية، وكان الصوت الهادر والقاصف للجيش الوطني، بكلمة وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي نصرة لمأرب والشرعية.
وتلاقت إرادة البطولة والفداء لدى اليمنيين قيادة وشعب، وجيش وقبايل، بخير مكر الله، وبدعم المملكة الشقيقة وصقور الجو لمملكة الحزم والعزم، فانطلق رجال اليمن بجيشهم الوطني وقبايلهم ومقاومتهم وشيوخهم وشبابهم يتقدم صفوفهم قادتهم الاشاوس، ليسطروا ملحمة هزيمة تآمر محور الشر وتبتلع صحراء مأرب جموعهم وأرتلاهم وأنساقهم، وتبتلع معها أخر أوراق تامرهم ومكرهم، لتعلن مأرب وبقية الجبهات قريباً إن شاء الله انتصار الشرعية والمشروع وتحالف دعمها بقيادة المملكة، على تآمر محور الشر .