*بشرى العامري:
الجدلية التي ظهرت مؤخرا في مواقع التواصل المجتمعي حول أحقية حصول المرأة على جواز سفر بمحرم أو بدونه هي جدلية عقيمة في نظري وتهدف إلى استفزاز الاطرف الأخرى المختلفة وإثارة النزاع والقلاقل لا أكثر.
وللتذكير فقط فإن قضايا حق المرأة في السفر أو منح الجنسية في اليمن تم حسمها بنضال مجتمعي مشرف للنساء والرجال معا في المجتمع المدني، أيام ما كانت سطوة التشدد الديني في البرلمان والسلطة على أشدها.
وهذا نجاح لا يجب أن نقلل منه، وما يجري الآن هو حالة انفلات إداري، تقوم على مزاجية ضابط أو مختص في إدارة الجوازات أو الداخلية وهو بحاجة فقط إلى محافظ المحافظة أو وزير الداخلية، ليعيد التذكير بتوجيهات إدارية وتوبيخ ومعاقبة مثل هؤلاء.
نعم هناك موجة تشدد ممنهجة تقودها من وجهة نظري مليشيات الحوثي وتتفق بذلك مع تشدد الميليشيا الأخرى في المناطق المختلفة ومنها مدن خاضعة للشرعية، ولكن مواجهة ذلك لن يكون إلا بتقوية مؤسسات الدولة وتعرية هذه القلة بشكل واضح وبسيط، وليس محاولة للانجرار إلى معارك صغيرة تنسينا قضيانا الأساسية.
والحل الأمثل لمثل هذه القضايا هو في وجود دولة قوية قادرة على وضع قوانينها وفرضها على جميع أفراد المجتمع على إختلاف أفكارهم وقناعاتهم لأن القانون هنا يصبح فوق الجميع..
شاهدنا في دول الجوار مؤخرا كيف تجاوزت المرأة في فترة وجيزة جدا مثل هذه القضايا وحصلت على حقوقها بشكل كبير ولافت بعد أن كانت مغيبة بل وتابعة للرجل لاتملك من أمرها شيئا.
لم تحصل على كل تلك الحقوق والاستحقاقات بالصراع والخلاف والمبارزة في مواقع التواصل الاجتماعي وإثارة الفجوات والضغينة في المجتمع المختلف في أراءه وتوجهاته وتربيته ومعتقداته، بقدر ما كانت رغبة وإرادة قيادة الدولة في منح المرأة تلك الحقوق وفرضها على المجتمع دون النظر لقبولها من ذلك الطيف في المجتمع أو ذاك.
رأت الدولة فقط أنها حقوق يجب أن تمنح ومنحتها كاملة دون قيد أو شرط أو عبارات مطاطية تسمح باختراقها والتهرب من تنفيذها…
#جوازي_بلاوصاية
* رئيسة تحرير موقع اليمن الاتحادي