اليمن الاتحادي / خاص:
منذ بداية شهر أغسطس بدأت الأمطار بالهطول على السهول والمناطق التهامية والمرتفعات المحيطة بها في كل من محافظة اب وريمة والمحويت وحجة إضافة إلى نزول الأمطار في كل مديريات تهامة الأمر الذي تسبب في نزول الوديان والسيول نتيجة لطول فترة الأمطار التي امتدت لأكثر من أسبوع بشكل متقطع.
كارثة السيول بالارقام
ضربت تلك السيول أكثر من 14 مديرية بمحافظة الحديدة إضافة الى أربع مديريات في حجة، لتمتد الكارثة على الخط الساحلي الممتد من ميدي بحجة الى الخوخة بالحديدة.
وكشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” عن تضرر أكثر من 10 آلاف أسرة، وأعلنت السلطات المحلية للحكومة الشرعية عن وفاة 63 شخصاً، فيما أكد مراقبون وسكان محليون أن هناك قرى كاملة جرفتها السيول ولم تعد موجودة.
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين ونطاق عملها ضمن المديريات التابعة للحكومة الشرعية أكدت في تقريرها أن 1527 أسرة تضررت جراء السيول في مديرية “حيس” لوحدها، وحصر نشطاء تهاميون أكثر من 5392 أسرة في 14 مديرية واقعة تحت سيطرة الحوثيين رغم صعوبة الحصر هناك والتعرض لمضايقات الحوثيين.
وذكرت مصادر إغاثية في محافظة الحديدة أن أكثر من 30 شخصاً تُوفوا، وأن هناك 5 اشخاص مازالوا مفقودين، بينما نزحت مئات الأسر من مساكنها، كما جرفت السيول الطرقات والمزارع، وغمرت المنازل في مدينة الحديدة، وعدد من المديريات التابعة لها.
وتوفي 6 أشخاص نتيجة الصواعق، كما تضرر نحو 400 مسكن بشكل كلي، وذكرت مصادر حكومية أن 4 عسكريين ماتوا عندما جرفت السيول السيارة التي كانوا يستقلّونها في مديرية حيس.
وتشير التقديرات إلى أكثر من 100 مفقود ممن انقطع التواصل معهم، وأكثر من 500 منزل تعرضت لأضرار متفاوتة، ونزوح آلاف العائلات التي تسكن غالبيتها في منازل من الطين أو القش.
وأكد مواطنون أن سبب غرق الاجزاء الجنوبية من مدينة الحديدة بسبب حفريات الحوثيين في كيلو 16 وكانتيرات الرمال التي وزعها الحوثيون في الشوراع والتي منعت مجرى السيول تجاه البحر لينعكس مسارها داخل الاحياء السكنية والقرى وتسببت بغرقها.
وتسببت السيول المنهمرة بجرف عدد من حقول الألغام إلى الطرقات والمزارع والمراعي، مهددة بوقوع كوارث إنسانية وخيمة.
نهب حوثي ممنهج
لم تكن كارثة السيول هذه المأساة الوحيدة التي تعيشها منطقة تهامة الأكثر فقرا وتهميشا في البلاد بل هي الأكثر معاناة من نهب وسلب ممنهج من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية والتي قامت بنهب إيرادات وخزينة صندوق المجلس المحلي للمدنية لتنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار، والذي انكشف عند أول اختبار بهطول الأمطار الغزيرة التي يندر أن تشهدها المدينة الساحلية.
وكان فريق الخبراء الدولي قد وثق استيلاء مليشيا الحوثي على عقارات بمئات ملايين الدولارات في الحديدة لصالح القيادي في المليشيا عبد المجيد الحوثي.
كما استولى القيادي الحوثي المكنى “أبو طه المداني” وجرف وسوّر أراض تبلغ مساحتها 250 معادًا (مليون ومائة ألف متر مربع)، في مديرية المراوعة، خلال الفترة الماضية.
ونفذ الحوثيون العديد من عمليات السطو على الأراضي في محافظة الحديدة ففي سبتمبر 2022، اقتحمت حوالي 30 عربة محملة بالمسلحين الحوثيين و8 جرافات قرى منطقة القصرة الساحلية بمديرية بيت الفقيه، جنوبي محافظة الحديدة، وقامت العناصر الحوثية بجرف أراض تابعة للمواطنين أغلبها زراعية وسط إطلاق نار كثيف لتفريق الأهالي المحتجين ما أدى إلى وقوع ضحايا واختطاف عشرات السكان.
وفي هذه العملية فقط، صادر الحوثيون أرض تبلغ مساحتها أكثر من 10 كيلو متر من المزارع ومساقي الري وأراضي الرعي التي يستفيد منها أكثر من 5000 مواطن منذ مئات السنيين في تلك المنطقة.
وتمارس مليشيا الحوثي بشكل ممنهج الاعتداءات والتهجير القسري والتنكيل بأبناء تهامة والتي كان اخرها ما حدث في قرية الدقاونة شمال مدينة الحديدة مطلع مايو الماضي، حيث نفذت حملة تهجير جديدة لسكان القرية في مديرية باجل واعتقلت مَن رفضوا إخلاء منازلهم ومزارعهم، وقامت بالاعتداء الهمجي على النساء والأطفال.
كما اعتدى القيادي في المليشيا “مصطفى المتوكل” لأكثر من مرة على أراضٍ تابعة لمواطنين في منطقة السحول، بقوة السلاح وحماية من قيادات ونافذين حوثيين وقام بالبناء عليها.
ونفذت المليشيا حملة نهب مدججة بأطقم وعربات وعشرات المسلحين الاحد الماضي ويقودها المدعو أبوطه المداني لنهب أراضي شاسعة في المراوعة شرقي الحديدة.
كما قامت مليشيا الحوثي بنهب المساعدات الاغاثية ونهب المشتقات النفطية ومعظم موارد تلك المناطق وبسطت سيطرتها على كل واردات ميناء الحديدة لتحرم المواطنين منها وتخصصها فقط لقياداتها واتباعها.
الالغام كارثة حوثية اخرى
بحسب منظمة هيومن رايتس -فان منطقة تهامة تعاني من كارثة زراعة الحوثيين للألغام الأرضية بشكل واسع على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017م والتي تسببت بقتل وجرح مئات المدنيين، ومنعت منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.
وإلى جانب البَرِّ التهامي، نشرت جماعة الحوثي الموت في البحر أيضًا، فقد نشرت أعدادًا كبيرة من الألغام البحرية بعضها إيراني الصنع وبعضها صنعت محليًّا مِمَّا تسبَّب في إعاقة حركة ونشاط آلاف الصيادين، ووفاة عدد منهم بهذه الألغام أثناء مزاولة مهنة الصيد.
منعت الألغام الأرضية الصيادين من الوصول إلى المناطق الساحلية لصيد الأسماك، لا سِيَّما في الحديدة التي يُخيّم عليها الخوف جراء انتشار الألغام على امتداد الطُرُق الساحلية. كما أثّرت الألغام على توافر الأسماك وأسعارها في السوق. وأدَّى وجود الألغام الأرضية إلى تخوف العديد من المزارعين من زراعة أراضيهم أو رَعْي ماشيتهم، وهو ما جعل مجتمعات الصيد والمجتمعات الريفية أكثر فقرًا في اليمن.
البحر الاحمر محطة حوثية لتهريب السلاح والمخدرات وجر الويلات لتهامة
تستغل مليشيا الحوثي البحر الأحمر وسواحله كمحطات لتهريب السلاح والمخدرات وغيرها، وكمنصات لمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر والذي جر ويلات عديدة على منطقة تهامة جراء هجمات دولية للرد على اعتداءات المليشيا، والتي يقع ضحيتها دوما أبناء تهامة وتتضرر مقدرات المنطقة دون ان يمس ذلك أحدا من قيادات الحوثي او مقدراته العسكرية والقتالية.
وتكتفي بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) بموقف المتفرج على الجرائم اليومية التي ترتكبها الجماعة منذ انقلابها على الدولة بحق أهالي تهامة، وتحويل أراضيهم ومزارعهم إلى استثمارات خاصة، ومواقع عسكرية.