كتب/ بشرى العامري:
فيما يتبدى وجه الوطن المرهق جراء كارثة الأمطار والسيول التي جرفت الأحلام والمنازل معًا، نجد مليشيا الحوثي تحتفل بالمولد النبوي، لا بفرحة حقيقية بل بمسحة من الزيف الذي يضاف إلى كومة أفعالها الهدامة.
تتحول المناسبة الدينية إلى غطاء كثيف للفساد والنهب، يتسرب عبره الجشع إلى جيوب المواطنين المثقلة بالأوجاع، لتنقلب الفرحة بمولد خير البشر إلى صرخة ألم تتعالى من أفواه المظلومين.
بينما تشهد البلاد أزمة إنسانية متفاقمة، جراء سيول الأمطار التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، وتسببت في تشريد الآلاف، كان الحوثيون غارقين في تنظيم احتفالات ضخمة. زينت الشوارع بالأعلام واللافتات، وسلّطت الأضواء على مظاهر الفرح المصطنع. لكن وراء هذا البريق، كانت المليشيا تمارس حملات نهب وجباية ضد المواطنين، ضاربة عرض الحائط بمآسيهم المتزايدة.
لقد استغل الحوثيون هذه المناسبة الدينية ليس لإحياء ذكرى مولد الرسول، بل لتحصيل المزيد من الأموال والموارد، متجاهلين ما يعانيه الشعب من كوارث طبيعية واقتصادية.
فرضت الجماعة إتاوات جديدة، وشنّت حملات جباية واسعة، طالت التجار وأصحاب المحلات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، ولم تسلم حتى الأسر الفقيرة من هذه الحملة الجائرة.
وهكذا، بدلاً من أن تكون مناسبة المولد النبوي فرصة للتأمل في القيم الإنسانية والدينية، تحولت إلى منصة للابتزاز والنهب المنظم، تزيد من معاناة الشعب اليمني. وفي ظل هذا الظلام، تبقى البلاد غارقة في الفوضى، بينما تجري السيول لتغسل الأرض من كل هذا الظلم، لعلها تحمل معها أملاً جديدًا في الغد.