26.3 C
الجمهورية اليمنية
2:23 صباحًا - 5 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارالمرصد الإخباري

توارث الصداقة الممتدة لآلاف السنين والعمل سوياً على خلق مستقبل جميل

كتب السيد/ شي جي ينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية مقالا تفصيليا هاما نشرته جريدة الرياض السعودية حول العلاقات الاستراتيجية والاستثمارات بين البلدين والمنطقة..

يعيد موقع اليمن الاتحادي نشر نص المقال :

أجيء إلى الرياض مرة أخرى وأنا أحمل مشاعر المودة والصداقة العميقة من الشعب الصيني، لأشارك الأصدقاء العرب في القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأقوم بزيارة الدولة إلى المملكة. ستكون هذه الزيارة زيارة لتوارث الماضي وفتح الآفاق، وتهدف إلى تكريس الصداقة التاريخية بين الصين وبين الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والسعودية، وستفتح عصرا جديدا للعلاقات بين الصين وبين العالم العربي ودول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية.

أولا، تضرب الصداقة الممتدة لآلاف السنين جذورها في أعماق التاريخ.

يرجع تاريخ التواصل بين الصين والدول العربية إلى ما قبل أكثر من 2000 سنة. منذ ذلك الحين، يشهد طريق الحرير البري تبادلات كثيفة بين التجار والمسافرين ويشهد طريق التوابل البحري تباري السفن الشراعية، حيث تتلألأ الحضارتان الصينية والعربية في طرفي قارة آسيا. وانتقل الخزف وصناعة الورق والطباعة الصينية غربا، وانتقل علم الفلك والتقويم والطب والصيدلة العربية شرقا. قمنا بتبادل الاستفادة وإلهام الابتكار وتفعيل الأفكار ونشر منجزات التواصل الحضاري إلى أنحاء العالم، مما سجل قصة ذائعة الصيت في التاريخ للتمازج والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين الشرق والغرب.

كان التواصل بين الصين ودول الخليج العربية مسجلا في الوثائق التاريخية. كان قان ينغ الموفد من الإمبراطور الصيني في أسرة هان الملكية الشرقية ترك أقدم سجل رسمي لسفر الموفد الصيني إلى دول الخليج العربية حينما سجل أنه زار منطقة الخليج حتى وصل إلى البحر الغربي لرؤية بلد داتشين». ووصل البحار العربي أبو عبيد إلى مدينة قوانغتشو الصينية قبل أكثر من 1200 عام على متن سفينة انطلقت من ميناء صحار العماني، وكانت هذه التجربة الأسطورية مصدرا لقصص مغامرات السندباد الرائجة في الثمانينات من القرن الماضي، تم إعادة تمثيل الرحلة البحرية التي قام بها البحار العربي في العصور القديمة من قبل سفينة «الصحار» التي صنعت على طراز السفن القديمة، وإحياء مشاهد التواصل الودي التاريخي بين الجانبين الذي يمتد إلى اليوم.

 وشهد التعاون العملي بين الجانبين تطورا سريعا وقويا، إذ بدأ تنفيذ المشاريع الهامة بالتوالي التي تشمل مصفاة ينبع ومشروع إنتاج الإيثيلين في بلدية قولي ومنطقة جازان-الصين للتجمعات الصناعية والبنية التحتية لمرافق مشروع البحر الأحمر والجيل الخامس للاتصالات والتعاون في استكشاف القمر. ويتوسع نطاق التواصل الشعبي والثقافي بين الجانبين باستمرار، حيث تم فتح تخصص اللغة الصينية في 4 جامعات سعودية وفتح مادة اختيارية للغة الصينية في 8 مدارس ابتدائية وثانوية بالمملكة، ولاقى المسلسل التلفزيوني الكركتوني «حكيم وكونغ شياو شي» من الإنتاج المشترك الأول من الجانبين الصيني والسعودي، إقبالا واسعا لدى الأطفال، مما زرع بذور الصداقة الصينية السعودية.

ستعمل الصين مع المملكة بانتهاز الفرصة لهذه الزيارة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وستتبادل معها الفهم والتأييد بعزيمة لا تتزعزع، وتدعو معها سويا إلى الاستقلال ورفض التدخل الخارجي. وستعمل معها على زيادة المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» و»رؤية 2030» السعودية والدفع بالتعاون العملي في كافة المجالات على نحو معمق وملموس وتعميق تلاحم المصالح بين البلدين والتقارب بين الشعبين، وتعزيز التعاون والتنسيق معها في الأمم المتحدة ومجمو عة العشرين ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من الآليات المتعددة الأطراف، وتعمل معها على تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، بما يقدم مساهمات أكبر للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتدعيم التنمية والازدهار في العالم.

عقد الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي المؤتمر الوطني العشرين له بنجاح، وهو يتحدّ حاليا مع الشعب الصيني ويقوده للمضي قدما نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل إن الصين باعتبارها قوة ثابتة تحافظ على السلام في العالم وتعزز التنمية المشتركة ستعمل بعزيمة لا تتزعزع على توفير فرص جديدة لدول العالم بما فيها الدول العربية بتنميتها الجديدة، وستعمل مع الإخوة العرب على توارث الصداقة التاريخية وخلق مستقبل جميل والانطلاق سويا نحو غد أكثر إشراقا!

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد