في بداية عام التنين الصيني عام 2024، جذبت التنمية المحلية والسياسات الخارجية في الصين اهتماما بالغا من جميع الأطراف. وفي عام 2023، حقق الاقتصاد الصيني النتائج الملحوظة، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2%، ليحتل المرتبة الأولى بين الاقتصادات الكبرى في العالم. يمثل إنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة أكثر من 60% من الإجمالي العالمي. ويبلغ هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع في عام 2024 حوالي 5%. وستستمر الصين تقديم المساهمات الإيجابية في النمو الاقتصادي العالمي.
في عام 2024، ستواصل الصين المشاركة بنشاط في حل القضايا الدولية الساخنة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تهتم جميع الأطراف، تدعم الصين بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وظلت تعمل على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. ندعم أن تكون فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وندعو العضو بعينه في مجلس الأمن الدولي إلى عدم استمرار وضع العراقيل في هذا الصدد. وندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وبشكل أكثر فعالية، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ “حل الدولتين”. كما ندعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، وصولا إلى تحقيق التعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل والتعايش المنسجم بين الأمتين العربية واليهودية. سيواصل الجانب الصيني بذل الجهود المشتركة مع المجتمع الدولي لاستعادة السلام وإنقاذ الأرواح وتحمل المسؤولية لتحقيق العدالة.
يعتبر البحر الأحمر قناة تجارية دولية مهمة للسلع والطاقة. تدعو الصين إلى توقف استهداف السفن المدنية والحفاظ على سلاسل التوريد العالمية والنظام التجاري الدولي. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن مجلس الأمن لم يأذن قط لأي دولة باستخدام القوة ضد اليمن، وينبغي له أن يتجنب صب الزيت على نار في البحر الأحمر وزيادة المخاطر الأمنية الإقليمية بشكل عام. ولا بد من التأكيد على أن الوضع المتوتر في البحر الأحمر هو مظهر بارز من مظاهر امتداد الصراع في غزة. الأولوية هي تهدئة الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن لمنع توسيع الصراع. ومن الضروري أن تعمل جميع الأطراف بشكل مشترك على حماية سلامة الممرات المائية في البحر الأحمر وفقًا للقانون، وفي الوقت نفسه الاحترام الفعال لسيادة الدول المطلة على البحر الأحمر وسلامتها الإقليمية بما في ذلك اليمن.
يصادف عام 2024 الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، والذكرى السبعين لطرح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، والذكرى الثامنة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية اليمنية. إن موقف الصين بشأن القضية اليمنية ثابت وواضح، وستواصل الصين القيام بدور نشاط وبنّاء بشأن القضية اليمنية، وتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى مع الجانب اليمني، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات وإفادة الشعبي البلدين.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن الصين ستظل ملتزمة بكونها بانية للسلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومدافعة عن النظام الدولي. والصين على استعداد للعمل مع اليمن والدول الأخرى في أنحاء العالم لبناء مجتمع المصير امشترك للبشرية وبدء المرحلة الجديدة من البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” وبناء عالم ينعم بالسلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال.