لؤي العزعزي:
دائمًا ما تلجأ الأنظمة السياسيّة العاجزة عن توفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة، والأمن، والآمان إلى تسويق أخلاقيات تفتقدها، وتحاول لعب دور الأب الحريص على المجتمع، وأجياله، ومستقبله، ومنظومته الأخلاقية؛ للتغطية على فشلها في حماية، وإنضاج المجتمع، وتوفير تعليم، وفرص عمل، وحياة تليق به.
وبإستغلال تهم مطاطيّة اورثتها قوانين الحقب الديكتاتورية السابقة كما اورثت لنا الفشل المتلاحق مثل: ” مخالفة الآداب العامة ” أو ” الذوق العام ” أو ” الحرب الناعمة” وإستنساخ تجربة ” شرطة الأخلاق “؛ لكي يعتقلوننا في الغد بذات التهم لكن على آرائنا، وحرياتنا وأفكارنا، ومعتقداتنا، أو اذواقنا، أو حتى ملابسنا، أو تلقى بناتنا مصير مهسا أميني في إيران. إرهاب الدولة الذي يطبل له البعض غافلين سيلاحقنا جميعًا مثلما يلاحق اليوم شلّة من صناع المحتوى التافه الذين لا يمثلون بصعودهم سوى إنعكاسًا واقعيًا للبؤس، والفراغ، والجهل الذي صنعّه صُناع ” المحتوى القاتل ” من السياسيين، ورجال الدين، وأمراء الحروب المعتاشين على التحريض، والكراهية، والتطرف، والفساد، الذين تاجروا بحياة هؤلاء الشباب وسلبوا مستقبلهم منهم غدرًا، ثم يسرقون ما تبقى من هامش حريتهم لاعبين دور أوصياء الله في الأرض.
لا تفرطوا في ذرة من حرياتكم؛ لكي لا نخسر ما تبقى لنا من اجزاء بسيطة من الحرية.