*السيد/ شاو تشنغ:
من أجل تلبية دعوة رئيس الوزراء اليمني، في الشهر الماضي قمت بزيارة مدينة عدن اليمنية للمرة الخامسة و حضرت ورشة عمل تحت عنوان “الإصلاحات المؤسسية في اليمن: تعزيز المؤسسات الحكومية من أجل المستقبل”. خلال كلمتي، شاركت مع أصدقائي اليمنيين في المفاتيح السرية لتحقيق التحديث الصيني النمط ونهضة الأمة، وهي الإصلاح والانفتاح، والوحدة والاستقرار، وعلاقة الشراكة.
إن الإصلاح والانفتاح خطوة مهمة تحدد مصير الصين المعاصرة. في عام 1978، أطلقت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني عملية الإصلاح والانفتاح العظيمة. على مدار أكثر من الأربعين عاما الماضية، حقق الإصلاح والانفتاح إنجازات عظيمة جذبت اهتماما عالميا، وغيرت وجه الصين ووجه الأمة الصينية ووجه الشعب الصيني ووجه الحزب الشيوعي الصيني بشكل كبير. في عام 2013، وبمناسبة الذكرى الـ35 للإصلاح والانفتاح، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”. وعلى مدى أكثر من السنوات العشر الماضية، وقعت الصين وثائق تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية. وحشدت المبادرة ما يقرب من تريليون دولار أمريكي من الاستثمارات، وشكلت أكثر من 3000 مشروع تعاون، وانتشلت ما يقرب من 40 مليون شخص من الفقر. في الفترة من 15 إلى 18 يوليو 2024، انعقدت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين. أطلقت الجلسة إشارة واضحة لمواصلة تعميق الإصلاحات وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى على العالم الخارجي، مما يدل على رغبة الصين الراسخة على التعاون مع العالم من أجل التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة في العصر الجديد. إن الإصلاح والانفتاح عبارة عن رحلة في الاتجاهين بين الصين والعالم، والتنمية في الصين هي فرصة للعالم أيضا.
إن الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي هما أساس النهضة الوطنية وشرط القوة الوطنية. لقد أثبت التاريخ الصيني والأجنبي مراراً وتكراراً أنه إذا تم توحيد الدولة، فإن الحكومة ستكون متناغمة وستزدهر جميع الصناعات. تتمكن أي الدولة من تحقيق أهدافها طويلة المدى المتمثلة في الإصلاح والانفتاح والتحديث، يجب عليها أولا أن تتمتع ببيئة اجتماعية مستقرة حتى يتمكن الناس من الحصول على توقعات مستقرة نسبيا للمستقبل. وبدون بيئة اجتماعية مستقرة، لا يمكن للأهداف أن تصبح إلا وهماً. ونحن على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز عملية السلام في اليمن بشكل فعال حتى تشرق شمس السلام على أرض اليمن في أقرب وقت ممكن.
نسعى إلى الشركاء بدلا من التحالفات، شركاء الصين موجودون في جميع أنحاء العالم. تدفع الصين بناء هيكل دبلوماسي شامل ومتعدد المستويات وثلاثي الأبعاد، وأجرت الحوار والتبادلات والتعاون مع دول العالم. وقد ارتفع إجمالي عدد الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية إلى 183 دولة شراكات مع أكثر من 110 دولة ومنظمة إقليمية، واستمرت “دائرة الأصدقاء” في التوسع، وتغطي شبكة الشراكة العالم أجمع. وفي تبادلاتها الخارجية، تعمل الصين بنشاط على تعزيز إصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية، وحماية النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وممارسة التعددية الحقيقية. فإن الصين كانت دوما بانية السلام العالمي، ومساهما في التنمية العالمية، ومدافعا عن النظام الدولي، ومقدما للمنافع العامة. فإننا على استعداد للعمل مع اليمن والدول الأخرى في المستقبل لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
تتمتع اليمن بموقع مهم وموارد غنية ومزايا فريدة. وتدعم الصين بقوة عملية السلام في اليمن التي تقودها الأمم المتحدة، وتتمسك دائما بموقف موضوعي وعادل بشأن القضية اليمنية، وتقدم المساعدة الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار لليمن بكل ما في وسعها. وفي المستقبل، ترغب الصين في تبادل الخبرات التنموية مع اليمن، وسيعمل البلدان على تعزيز التبادلات والتعاون في مجالات مثل حوكمة الدولة. آمل أن تولد حضارة اليمن القديمة من جديد في أقرب وقت ممكن، وأن يعود الإنتاج والنظام المعيشي للشعب اليمني إلى المسار الصحيح قريبًا.
* قائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن