عبد الباري طاهر :
يوم الـ 9 من يونيو هو يوم الصحافة اليمني.
في يوم الصحافة اليمنية والذي اختير في المؤتمر العام الأول للصحفيين كيوم للصحافة، وهو يوم توحيد الكيان النقابي في الجنوب والشمال.
جاء المؤتمر العام عقب قيام الوحدة اليمنية ببضعة أسابيع، وكان الصحفيون أول كيان نقابي يتوحد بعد الوحدة مباشرة، وكان المؤتمر ثمرة من ثمار إقرار الدستور اليمني بالتعددية السياسية والفكرية والحزبية، وإقرار مشروع الصحافة (25) الذي أقر الحق في إصدار الصحف، وحرية الرأي والتعبير، وحق الحصول على المعلومات. حينها صدرت عشرات الصحف، وتكونت عشرات الأحزاب، فكانت الوحدة ربيع الحريات الصحفية والسياسية والحزبية. الأحزاب السرية أعلنت عن وجودها، والحزبان الكبيران: المؤتمر والاشتراكي انخرطا في الحكم، واحتفل الصحفيون والأدباء والكتاب والمثقفون بوحدة الوطن.
طبعاً كان طموح الصحفيين أكبر من مجرد الإقرار بالحريات الصحفية؛ فقد دعوا منذ الأيام الأولى إلى تعديلات جوهرية في قانون الصحافة، كما عقدوا الندوات والمحاضرات لنقد المواد المجرمة والمحرمة في القانون، وطالبوا بإلغاء المواد الكاثرة السالبة للحرية، وإن لم يستهينوا بما تحقق؛ لمعاناتهم مما كان سائداً قبل الوحدة في الشمال والجنوب من مصادرة شاملة للحريات الصحفية، وقمع للصحفيين.
بعد حرب 94 حرص النظام على عودة الأوضاع إلى ما كان سائداً قبل الوحدة، ولكن الصحفيين تصدوا لموجة القمع والإرهاب ضد الصحافة والصحفيين.
انقلاب 21 سبتمبر 2014 كان أخطر كارثة تطال الوطن، والحريات الصحفية، وحرية الرأي والتعبير، وحياة الصحفيين؛ فقد اعتقل أكثر من ثلاثين صحفياً، واحتجز بعضهم في مواقع خطرة معرضة للقصف الجوي.
في الحرب قتل عديدون في الشمال والجنوب، واختطف البعض، والبعض مات تحت التعذيب آخرهم أنور الركن، والمتهم بذلك مليشيات أنصار الله.
كل الأطراف المتقاتلة تتنافس وتتسابق على قمع الصحفيين ومصادرة الحريات العامة والديمقراطية، وبالأخص حرية الرأي والتعبير. لدى كل الأطراف، بما في ذلك الجنوب «المحرر»، وتعز المحاصرة، قمع شائن للحريات الصحفية. ويقيناً فإن الصحفيين الشهود على جرائم الحرب والمحتربين هم أكثر ضحايا هذه الحرب الإجرامية.
ندعو الصحفيين اليمنيين، والأدباء، والمحامين، ونقابات الرأي، ومنظمات المجتمع المدني، والاتحاد العالمي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، ومنظمات الدفاع عن الحريات والحقوق في العالم، ومراسلون بلا حدود، والمادة (19)، ومنظمات العفو الدولية، والشبكات المدافعة عن الحريات والنقابات. فالحالة الصحفية في اليمن كلها ترشح اليمن كأخطر بلد على الصحافة والصحفيين.
حسناً فعلت نقابة الصحفيين في بيانها عن يوم الصحافة اليمني، وبإدانة الجريمة النكراء في تعذيب الصحفي أنور الركن الذي استشهد بعد خروجه من الاعتقال بيوم واحد.