24.5 C
الجمهورية اليمنية
6:48 صباحًا - 4 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارحوارات

من الاضطراب إلى الهدوء: رحلة محمد عبيد من اليمن إلى نيويورك

كتب/ أرسلان سيو:

في ظلال الانقلاب الحوثي والفوضى التي عمت اليمن بعد ذلك، وجد محمد عبيد نفسه عند مفترق طرق. بعد أن أكمل عامه التاسع في مدينة نيويورك الصاخبة بالولايات المتحدة، تحكي رحلته قصة المرونة والتكيف الثقافي والالتزام الذي لا يتزعزع بالحقيقة.

كان ذلك عام 2014 عندما اتخذ محمد، مجبراً على العنف المتصاعد والاضطرابات السياسية التي يقودها الحوثيون، القرار الصعب بمغادرة وطنه في أواخر أكتوبر. لقد تحول اليمن، الذي كان في يوم من الأيام مكاناً مألوفاً، إلى مشهد محفوف بالمخاطر تحكمه ميليشيات الحوثي. أدى العنف والقمع المستمر إلى خنق الأمة، مما دفع محمد إلى البحث عن ملجأ ومستقبل واعد في مكان آخر.

كانت وجهته نيويورك، المدينة المعروفة بتنوعها، وفرصها، والتحديات التي تواجهها. كمهاجر يتنقل بين الفروق الثقافية الدقيقة، واجه محمد تعقيدات التكيف مع حياة جديدة. كانت الاختلافات الثقافية صارخة، ولكن وسط الصخب والضجيج، اكتشف مجتمعًا ترحيبيًا بين الصحفيين الأمريكيين. على الرغم من الحواجز اللغوية، كوّن محمد روابط تجاوزت الحدود، وهي شهادة على اللغة العالمية للتجارب المشتركة والأهداف المشتركة.

قدم العيش في نيويورك مجموعة التحديات الخاصة به. كان التكيف مع أسلوب حياة مختلف والتغلب على العقبات المهنية من العقبات التي واجهها محمد. وقد أضاف الانقسام بين الشرق العربي والغرب الأمريكي، وخاصة في اليمن المحافظ، طبقات إلى رحلته. ومع ذلك، فإن إصراره دفعه إلى الأمام، ووجد العزاء في متابعة مساعيه الصحفية.

لم يكن الطريق خاليًا من التجارب. ولاحت التهديدات في الأفق، وبُذلت محاولات لصرفه عن مبادئه، وبرزت التحديات على الصعيدين الشخصي والمهني. إلا أن محمد عبيد بقي ثابتاً على موقفه، رافضاً السكوت أو الانحراف عن معتقداته الأساسية. وفي مواجهة الشدائد، برز كصوت الحقيقة، في تناقض صارخ مع القوى القمعية التي طردته من اليمن.

كان هناك فصل مهم في رحلة محمد يتضمن تعايشًا غير متوقع مع قوارض نيويورك – الفئران. وفي حي برونكس، شارك مساحة معيشته مع هذه المخلوقات، وهي تجربة ألهمته لتأليف كتاب قادم بعنوان “أمريكا التي أعرفها”. من خلال الفكاهة والتأمل، يجسد محمد جوهر التكيف مع الحياة في نيويورك، حتى بصحبة زملاء غير متوقعين في الغرفة.

يستقر محمد عبيد الآن في شقة مريحة في نيويورك، ويفكر في التناقض الصارخ بين حياته الهادئة الحالية والوضع المضطرب في اليمن. لم يعرقل الصراع الذي يقوده الحوثيون السلام في وطنه فحسب، بل كان له أيضًا عواقب بعيدة المدى على طرق التجارة العالمية. وكما يلاحظ محمد، فإن هجرة السفن من طريق البحر الأحمر، مدفوعة بالتهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي، لديها القدرة على التأثير على تكاليف الشحن والتأمين والخدمات اللوجستية البحرية الأخرى. ويتوقع الخبراء حدوث تأثير مضاعف، مع ارتفاع محتمل في الأسعار بنسبة 10 إلى 15٪ في أوروبا والولايات المتحدة إذا واجه ممر قناة السويس اضطرابات في الأسابيع المقبلة.

رحلة محمد عبيد هي شهادة على صمود الروح الإنسانية والسعي وراء الحقيقة في مواجهة الشدائد. من الاضطرابات في اليمن إلى الهدوء في نيويورك، تعتبر روايته بمثابة مصدر إلهام لأولئك الذين يبحرون في تعقيدات الحياة، ويذكرنا أنه حتى في أصعب الظروف، فإن السعي وراء الحقيقة والالتزام بمبادئ المرء يمكن أن يؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقا وأكثر سلما.

* نقلا عن موقع بريك نيوز الأمريكي

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد