*بشرى العامري:
أظهرت الصين حكمة متميزة وفريدة ،في تعاملها الأخير مع مايمكن أن نسميه التحرشات الامريكية تجاه تايوان.
حيث كانت وسائل الإعلام الغربية تشعل الجو في مسارين محددين، اما التصعيد إلى حد جعل الأمر يذهب إلى شن هجوم عسكري صيني على تايوان، وآخر لإظهار تفرد أمريكا وتراجع صيني عن الحق في تايوان.
ولكن الواقع أن الصين جعلت من زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، فرصة لإظهار القوة وتصعيد الظهور بقدرات تسيطر على الأجواء وتعيد ترتيب الحضور البحري، وبنفس الوقت عدم الانجرار إلى بدء صدام عسكري ، يمكن تحديد بدايته لكن سيصعب وضع حد للنهاية.
وأعادت زيارة نانسي بيلوسي الغير مرحب بها لتايوان إلى دائرة الاهتمام الواسع دوليا، وعكس ما كانت ترجوه أمريكا من تعزيز انفصال تايوان، ظهر معظم الرأي العالمي مع الحق الصيني في ضم أراضيه واستعادة تايوان، وخدمت هذه الخطوة الأمريكية الصين أكثر من الإضرار بها وذلك عبر مايلي :
أولا : إعادة تعاطف العالم مع الصين ووحدة اراضيها وتفهم شعوب العالم للطرح الصيني.
الثاني : ظهور الولايات المتحدة الأمريكية بمظهر القوة الاستعمارية التي تسعى إلى تقويض السلام في العالم.
ولعلها أكثر اللحظات التي تخسر فيها أمريكا الاحترام في مختلف القارات، وتبرز بقوة دعوات تطالب بضرورة إعادة النظر في النظام العالمي وإنهاء سياسة القطب الواحد المهيمن على العالم، والذي يتعامل بصلف غير مقبول.
وبرزت بقوة مطالب ضرورة ظهور نظام عالمي متعدد، يضمن توازن القوى وحريات الشعوب في ثرواتها وعلاقاتها، وذلك يجعل الصين في مربع الكسب ومحل أنظار العالم المتطلع للحرية من هيمنة القطب الواحد.
* رئيس تحرير موقع اليمن الاتحادي