29.7 C
الجمهورية اليمنية
8:39 مساءً - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

التجويع نهج حوثي للهيمنة السياسية والاقتصادية

بشرى العامري:

تنازل معلم عن ابنته الصغيرة لأسرة من ذات منطقته بعد ان عجز عن اعالتها جراء قطع مليشيا الحوثي للرواتب منذ قرابة الثمانية أعوام وحصارها للمدنيين في إيجاد فرص عمل يصونون بها كرامتهم ويضمنوا توفير لقمة عيش تكفيهم وأسرهم.

في الأسابيع الماضية تصاعدت حدة المطالبة بالرواتب من قبل الموظفين في القطاع العام في مناطق سيطرة الحوثي، كما واصل المعلمون اضرابهم الذي قالوا عنه انه لوقف حالة قتل الناس جوعا، بعد صبرهم الطويل.

فسياسة التجويع التي انتهجتها المليشيات لإذلال المواطنين تم استغلالها للتربح والمتاجرة بها وتحقيق مكاسب سياسية ومادية.

تصاعد حدة الرفض الشعبي للميليشيا في أماكن سيطرتها ضاعف قلقها إلى حد فقدان العقل، فالميليشيات التي بقيت دوما أداة سلب ونهب لا يمكنها مطلقا أن تتحمل مسؤولية مجتمع وأن تقدم حتى الخدمات الاساسية له.

ومع ارتفاع صوت غضب الشارع تبرز فضائح الميليشيات الحوثية التي ما انفكت تسلب الناس قوتهم وحياتهم، هذا القلق تجاوز كهوف الحوثي ووجد صداه على مستوى دولي، فالأمم المتحدة تحذر من نتائج كارثية الجوع الذي يفرضه بسياساته وواشنطن تدعو إلى دعم جهود التصدي للتحديات الاقتصادية والامنية في اليمن، والشارع يغلي من قهر طال امده، وليل لابد له أن ينجلي وقيد آن له أن ينكسر.

يسارع الحوثي مذعورا للمطالبة بمقايضات ووسطاء رفضهم قبل أشهر ولكن عاد إليهم هلعا مع إدراكه لحالة الغضب وأنها هذه المرة ليست حالة مؤقتة، بل هي اول الشرر الشعبي الذي سيحرق السهل كله.

صوت المعلم الذي ارتفع اليوم بصنعاء ضد الجوع، سيقوم له بقية المجتمع تبجيلا

فقد آن لصوت الرفض أن يؤذن في الناس نحو أفق خلاص يعيد لهم املهم ودولتهم التي أرادت الميليشيات حصرها في كهوف الخوف أمداً طويلا.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد