25.6 C
الجمهورية اليمنية
8:41 صباحًا - 27 أبريل, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

لا تصفقوا للميليشيات!!!

 د. فيصل القاسم:

ليس هناك أدنى شك

 بأن «الدولة»

 من أعظم اختراعات العقل البشري عبر التاريخ، ولولا ذلك الاختراع العظيم لبقي العالم مجرد غابات وأدغال تحكمها عصابات متوحشة.

وبينما تُطور الشعوب مفهوم الدولة باستمرار ليتماشى مع التقدم البشري،

نرى في العالم العربي نكوصاً مستمراً نحو مرحلة ما قبل الدولة

 بكل تخلفها وانحطاطها، وأكبر دليل على ذلك

 أننا تركنا الحبل على الغارب لميليشيات منحطة تتحكم بمصير بلدان وشعوب عربية عديدة

 في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وليبيا والسودان.

 كم هم سخفاء ومغفلون أولئك الذين يصفقون للميليشيات بحجة أنها ترفع شعارات المقاومة والتصدي للأعداء أو تتمرد على هذا النظام أو ذاك،

 بينما هي في الواقع

ألد أعداء الشعوب والأوطان بحكم عقليتها وتكوينها وبدائيتها وتخلفها وإجرامها ووحشيتها ،

 مهما رفعت من شعارات وعنتريات،

لأنها أكبر وصمة عار

في جبين بلادنا ومؤشر خطير على مدى الانحطاط السياسي

 الذي وصلنا إليه.

فالمليشيات لاتبني دولة ولاتحقق امن ولاتعمل لمصلحة الشعب

بل العكس من ذلك

ففي ضل المليشيات لاحرية ولاكرامة ولا أمن ولاحياة كريمة

 ولاقيمة للانسان ابدا .

 ولا ننسى أن أسوأ دولة في العالم تبقى أفضل

من حكم الميليشيات.

هل ثار الشعب اليمني على نظام علي عبد الله صالح مثلاً كي يسقط

 في براثن عصابات

كانت تقاتل النظام منذ عقود ولها فكرة شيعية سلالية كهنوتية عنصرية طائفية خرافية متخلفة

ثم تمكنت لاحقاً بدعم

من عفاش نفسه وإيران وأمريكا وإسرائيل والغرب وكذلك الامارات وعمان من رقبة اليمن؟

 هل هذا ما ثار اليمنيون من أجله،

أن ينتقلوا من تحت الدلفة إلى تحت المزراب؟

 أليس وضعهم اليوم كوضع المستجير من الرمضاء بالنار؟

 من المستفيد من ميليشيا الحوثي اليوم في اليمن سوى القوى الإقليمية والدولية التي تستثمر بخراب اليمن وآلام شعبه لنهب ثرواته وتفتيته واحتلاله واستغلاله لمصالحها الخاصة،

بينما يعيش أصحاب الأرض أنفسهم في جحيم لا يطاق على كل الأصعدة؟

 ألا يستحق الشعب اليمني اليوم بعد التضحيات الجسام التي قدمها على مدى السنوات الماضية نظاماً سياسياً حضارياً منتخب

 ينتشل البلاد من قبضة العصابات المارقة التي تعمل بوظيفة مرتزقة وقطاع طرق لصالح مشغليها في الخارج؟

 ماذا تمتلك تلك الميليشيات في اليمن

 من عقلية الدولة؟

 لا شيء مطلقاً!!

 بل إنها نافعة وخادمة لكل أعداء اليمن فقط.

نعم هناك قوى مختلفة تتكالب على البلاد،

لكن هل تعتقدون أن الحل يكمن في تسليم اليمن لميليشيا متخلفة والتصفيق لعنترياتها السخيفة؟

 متى تدركون أن المتكالبين على اليمن يجدون في الميليشيات الحاكمة أكبر استثمار، وهم مستعدون أن يدعموها لعقود وعقود لأنها تسهل لهم نهب اليمن وتقسيمه والتنكيل بشعبه؟

 هل تصدقون أن أمريكا وأوروبا يخشون من الحوثي،

أم هم أكبر الداعمين

له من وراء الستار؟

 قبل أن تنخدعوا بشعارات الدعم الحوثي لفلسطين،

فتشوا في خفاياها، فستجدون أن أكبر مستفيد من مسرحيات الحوثي وداعميه ليسوا الفلسطينيين ولا اليمنيين.

هل لدى الميليشيات التي تتحكم برقاب الشعوب اليوم مشاريع وطنية،

 أم إنها مجرد أدوات في أيدي مشغليها لتحقيق مشاريع خارجية، وليذهب الداخل إلى الجحيم؟

ماذا استفاد لبنان الذي كان بمثابة سويسرا الشرق بدوره من حكم الميليشيا؟

ألم تتحول بيروت عروسة المدائن في ظل حكم الميليشيا إلى أكبر مزبلة في الشرق الأوسط؟

هل هذا يزعج أعداء لبنان أم أنهم سعيدون جداً بحكم ما يسمى (المقاومة) التي حولت لبنان إلى دولة فاشلة

 على كل الأصعدة

بعد أن كان منارة ثقافية وإعلامية ومالية وحضارية تخشاها إسرائيل؟

انظروا وضع العراق

 بعد أن سقط في براثن الميليشيات الطائفية؟

لقد تقسم إلى ملل ونحل وفساد وتبعية مقيته لايران وصارت بغداد في عهد الميليشيات أوسخ عاصمة في العالم بشهادة الأمم المتحدة.

كما صار العراق نفسه مضرباً للمثل في الفساد والدولة الفاشلة،

وبات ملايين العراقيين يتحسرون على أيام الديكتاتورية الخوالي لأنه على الأقل كان هناك دولة وليست عصابات ميليشياوية عميلة للخارج كالتي تحكم العراق اليوم وتتحكم بموارده وشعبه المكلوم لصالح ايران وامريكا .

صحيح أن في سوريا بقايا دولة مهترئة مفلسة تحكمها عدة عصابات،

 إلا أن اليد الطولى اليوم للميليشيات الإيرانية التي تتغلغل في كل مفاصل البلاد، ويزيد عددها عن مائة ميليشيا تعيث خراباً وفساداً فيما تبقى من سوريا.

وقد شاهدنا في الآونة الأخيرة عدد قادة العصابات الذين اصطادتهم إسرائيل في أكثر من منطقة بسوريا.

وبدورها لم تسلم ليبيا

من حكم العصابات والميليشيات المرتزقة في الشرق والغرب،

ومعظمها يعمل لصالح قوى خارجية تنهش الجسد الليبي،

مما يجعل شبه الدولة التي كان يديرها القذافي قبل سقوطه حلماً للعديد من الليبيين بعد أن أصبحت الميليشيات تحاصرهم وتنكل بها وتستبيح البلاد والعباد

 من كل حدب وصوب.

وقد شاهدنا ماذا حصل للسودان في الأشهر الماضية بسبب ترك الحبل على الغارب لميليشيا الدعم السريع التي كان يستخدمها النظام للأعمال القذرة والسيطرة على البلاد.

 انظروا كيف نمت ثم تمردت على الدولة ودخلت في صراع خطير مع الجيش،

 فشردت ملايين السودانيين وقتلت الآلاف، وأحرقت الأخضر واليابس في السودان،

وهي مرشحة اليوم للسيطرة على البلاد بعد أن أصبح العديد من الدول يتعامل مع زعيمها كحاكم بدل قائد عصابة.

هل لدى الميليشيات

 التي تتحكم برقاب الشعوب اليوم مشاريع وطنية،

 أم إنها مجرد أدوات في أيدي مشغليها لتحقيق مشاريع خارجية،

 وليذهب الداخل

إلى الجحيم؟

ألم يقل حسن نصرالله ذات يوم بعظمة لسانه إنه:

 «جندي في جيش

الولي الفقيه»؟

وهكذا الأمر بالنسبة للحوثي ولبقية الميليشيات التي تتاجر بمآسي بلدانها خدمة لكفلائها في الخارج؟

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد