* بشرى العامري:
يحمل الإحتفال بيوم المرأة العالمي غصة يمنية عربية مُرّة ..
فالمرأة اليمنية اليوم في أسوأ حالاتها على مختلف المشارب..
اُنتزعت منها معظم الحقوق التي حققتها بجدارة وصعوبة بالغة خلال سنوات النضال الطوال وعادت إلى مربع الصفر في تقليدها مناصب قيادية رسمية..
وأصبحت عُرضة للانتهاكات الصارخة والمهينة والخطرة أيضا في ظل هذه الحرب، وفُجعنا بنساء يُخطفن ويُسحلن ويُزج بهن في المعتقلات والسجون ويتم الاعتداء عليهن بل ويُقتلن في ظروف غامضة..
كُسرت كرامة الكثير..
وتبعثرت كل الشعارات والعادات والتقاليد التي كانت تحمي وتصون النساء من الاعتداءات ..
أصبحت المرأة اليمنية اليوم بين نازحة ومشردة ومختطفة ومعنفة ومصابة ومعاقة ومتعبة نفسيا وتحملت أعباء جسام ناخت عنها الجبال..
على جانب الحياة العامة صودرت كثيرٌ من حقوقها وتحكمت مليشيا الحوثي في أدق تفاصيل حياتها من ملبس وعمل وغيره وكذلك الجماعات المتطرفة..
الكل على اختلاف توجهه وفكره اتفق على تقييد المرأة واقصائها وإعادتها بقوة إلى مربع الحرملك..
وكان أول ضربات معولهم في هدم هذا المجتمع صوب النساء ومنجزاتهن وحقوقهن..
ولم تكن المرأة أوفر حظا مع الاحزاب السياسية التي آمنت بها وتجاهلتها واقصتها وهم يقتسمون بقايا سلطة وبقايا وطن مزقته الحروب والفتن..
حتى المجتمع المدني الزائف وداعميه في المجتمع الدولي اقتصروا كل شعاراتهم أعمالهم حول ثُلة محدودة جداً من النساء يسكن كوكب زمردة ولاعلاقة لهن بالنساء ومايحري لهن من انتهاكات في جحيم الداخل..
وأصبحت كل مواضيعهم ممجوجة سمجة لاتغني ولاتسمن ولاتصنع إنجازا حقيقياً على الأرض سوى خلق فجوة كبيرة جداً بين النساء في الارض والنساء في كوكب المجتمع الدولي الذي يبعد عشرات آلالاف من الاميال من الافكار والاطروحات عن كل مايحدث اليوم للنساء..
وليست كثير من النساء في الوطن العربي أفضل حالا من المرأة اليمنية..
فالمرأة الفلسطينية تعاني من وضع إنساني مفجع للغاية وهو الأسوأ على الإطلاق..
ولاتقل عنها المرأة السودانية وتقاسمها الوجع المرأة السورية والعراقية، بالإضافة إلى ضنك العيش ومر الصراعات التي تعانيه المرأة اللبنانية وتلحقها الكثير من نساء دول تعاني مشاكل اقتصادية وسياسية تكون دوما ضحيتها الأولى النساء ..
فكيف لنا أن نحتفل وأن نرفع شعارات يوم المرأة العالمي الذي جاء لتوحيد الجهود ورفض الظلم والمضي في صنع مجد للنساء ونحن اليوم نعاني من أبشع الانتهاكات وانتزعت منّا معظم إن لم يكن كل انجاز حققته رائدات سبقننا ومهدنَّ الطريق أمامنا لصنع الكثير فجاءت الحرب ونافخي الكير ليعيدوا المرأة بكل الطرق القبيحة إلى عصور الجاهلية الأولى؟!..
* رئيس تحرير موقع اليمن الاتحادي