23.1 C
الجمهورية اليمنية
1:30 صباحًا - 22 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
المرصد الإخباري

مراسلي وكالات الإعلام الدولية يعملون تحت رحمة الانقلابيين

لم تكن وسائل الإعلام الدولية وحدها التي أضحت رهينة أذرع ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، بعد أن قبلت المنظمات الدولية العمل وفق شروط هذه الميليشيا وأصبحت أهم غطاء دولي للانتهاكات والجرائم التي ترتكب في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الميليشيا.

وإذا كان السؤال الأكبر هو ما دفع المنظمات الأممية للخضوع لشروط الميليشيا الإيرانية، فإن التغطية الإعلامية تثير أكثر من سؤال حول كيفية تناولها للشأن اليمني في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق الشرعية، حيث نجد أغلب الوكالات والوسائل الإعلامية الدولية تبرز أي حدث في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية وتتحدّث عن سقوط مدنيين من دون أن تشير إلى أن هذه الميليشيا تتمترس وسط الأحياء السكنية وتستخدم المدنيين دروعاً بشرية في المعسكرات.

وفِي المقابل تغيب الإنسانية والموضوعية لدى هذه الوسائل في محافظة تعز التي لا تزال تحت رحمة حصار الميليشيا الإيرانية وقتل سكان عاصمة المحافظة وحتى الأرياف، فلا تهتم هذه الوسائل بالمدنيين هناك ولا تبرز ضحايا قصف ميليشيا الحوثي للأحياء السكنية.

ولأن صنعاء أضحت خالية من الصحف والصحافيين باستثناء عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من المراسلين فقد سعت «البيان» لكشف أبعاد هذا الموقف وكيفية عمل مندوبي هذه الوسائل في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا الإيرانية حيث التقت بعدد من مراسلي وسائل الإعلام الدولية، وأيضاً بصحفيين عاشوا تجربة العمل تحت رحمة الميليشيا طوال الأعوام الثلاثة الماضية.

يقول فؤاد مسعد أحد مراسلي وكالة الأناضول إن أغلب الوكالات العالمية تعتمد في تغطيتها للأوضاع على ما يصلها من مواد موثقة وأرقام وحقائق تصدرها مصادر رسمية سواء حكومية أو من جهات مختصة.

وأضاف: فيما يتعلق بمناطق سيطرة الحوثيين يمكن القول إنها خاضعة لإدارة واحدة وأجهزة أمنية وإعلامية موحدة تعمل بوتيرة عالية في إيصال رسالتها للداخل والخارج بمحتوى واحد، بينما مناطق سيطرة الحكومة الشرعية يغلب عليها الطابع الارتجالي فضلاً عن تعدّد المكونات، وأحياناً تضارب رسائلها السياسية والإعلامية وهذا ينطبق على تعز كما ينطبق على عدن ومأرب وغيرها.

بدوره يوضح عبد الولي المذابي المذيع في قناة “اليمن اليوم” المملوكة للمؤتمر الشعبي والذي عمل في صنعاء طوال الفترة الماضية قبل أن ينتقل أخيراً إلى مناطق سيطرة الشرعية، أن أغلب الوكالات العالمية في مناطق سيطرة الحوثي يديرها حالياً إعلاميون محسوبون على ميليشيا الحوثي الإيرانية أو خائفون على أنفسهم ورواتبهم، ويحصلون على تسهيلات من الحوثيين مقابل تمرير رسائل معينة.

ويؤكد أن البعض تعرض لضغوط وتحريض مثلما حصل مع مراسل قناة “روسيا اليوم” السابق عبدالعزيز الهياجم وهو التحريض الذي أدى إلى عزله واستبداله بمراسل آخر.

ويشير الصحافي «ص.ع» الذي لا يزال يعمل في مناطق سيطرة الانقلاب أن “وزارة إعلام” ميليشيا الحوثي منعت أي مراسل من تصوير أو النزول إلى أي مكان للأحداث إلا بتنسيق مسبق مع مندوبيها التابعين لجهاز المخابرات وأن غالبية كبيرة من هؤلاء يحصلون على مقاطع الفيديو والمعلومات من هؤلاء المندوبين ولا يسمح لأي منهم بالوصول إلى أماكن الغارات أو المستشفيات وبالتالي فانهم يتحكمون بالمعلومة والصورة وأغلب إدارات الوكالة ووسائل الإعلام الدولية لا تعرف هذه الحقيقة وتظن أن مراسليها يصلون إلى موقع الحدث وينقلونه كما هو في الواقع.

ويضيف إنه عند استهداف مقاتلات التحالف العربي موقعا لميليشيا الحوثي الإيرانية التي تتمركز في الغالب وسط المساكن وتنقل كميات ضخمة من الأسلحة من مخازنها ومعسكراتها وتخزّنها وسط الأحياء السكنية وتتخذ بعض المباني مقرات لإدارة العمليات العسكرية، يتم إغلاق المنطقة ويتولى الإعلام الحربي تصوير الموقع بالطريقة التي تخدم سياسة الميليشيا.

ووفق«س، م» وهو مراسل آخر في مناطق سيطرة الحوثيين ويرفض الإفصاح عن اسمه خوفاً من بطش الميليشيا، فإن الصحافيين والمصورين المتواجدين في مناطق سيطرة ميليشيا إيران أمام خيارين، إما تسليط الضوء على الانتهاكات والاعتقالات التي طالت الآلاف أو تجنيد الأطفال والفساد المالي وبالتالي سيذهب إلى السجن ويفقد عمله أو أن يعمل وفق ما تسمح به هذه الميليشيا لكي يحافظ على مصدر دخله بعد أن انهارت مؤسسات الدولة ونهبت رواتب الموظفين ودخل اكثر من 17 مليوناً في قائمة المهددين بالمجاعة والذين يعيشون على المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.

وحول العمل الصحافي من صنعاء، يشير زكريا الكمالي، وهو مراسل لوكالة الأناضول إلى أن العاصمة باتت بلون واحد، ويضيف «لكن ليس بالضرورة أن يكون كل من يقطنها يصفق للحوثيين، والمراسل الذي يشعر بخطورة على حياته، يتم إيكال تغطية المحافظات الأخرى وجرائم الحوثيين لمراسل ومتعاونين آخرين في المحافظات».

ويؤكد الأستاذ عبدالرحمن أنيس مدير تحرير “صحيفة 14 أكتوبر” في عدن، على أن التغطية الصحافية للأحداث يجب أن تحكمها معايير مهنية ثابتة.. والأشرف للصحافي أن يتوقف عن التغطية من أن يكتب تقريراً تحت الضغوط.. هذا على افتراض أن بعض التغطيات المنحازة هي نتيجة لخوف بعض الصحافيين من مليشيات الحوثي الإيرانية التي تسيطر على بعض المحافظات.

ويقول أنيس «ما يجري في تعز على سبيل المثال جرائم ضد الإنسانية لم تحظ بما تستحقه من التغطية الإعلامية ونقلها للعالم.. ربما لخوف بعض الصحافيين من ميليشا الحوثي الإيرانية، وربما بسبب أجندة بعض وسائل الإعلام العالمية التي تركز على أخطاء التحالف بهدف ابتزازه.

ويشدد مدير تحرير “صحيفة 14 أكتوبر”، على أن التغطية الصحافية أمانة أخلاقية تحتم على المراسل نقل ما يجري بحيادية ودقة وموضوعية بعيداً عن العواطف والمواقف المسبقة والحسابات الشخصية، والمعايير المهنية لا تتجزأ ولا يصلح تطبيقها في مكان دون آخر.

من جهتها قالت نبيهة الحيدري مراسلة موقع قناة (سي إن إن) لـ«البيان»، إن الخوف على سلامة وحياة بعض مراسلي بعض الوسائل الإعلامية في العاصمة صنعاء، أدى إلى توقيف بعض هذه الوسائل لنشاط مراسليها، ذلك ما تمثل في قيام موقع قناة (سي إن إن) بإيقاف عملها.

أكد وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة نجيب غلاب تمكن ميليشيا الحوثي الإيرانية وشبكات متغلغلة في وسائل الإعلام الدولية بالذات الناطقة بالعربية، من الاعتماد على مغالطات وأكاذيب لحرف مسار المعركة في اليمن ولخدمة مشروع الكهنوتية الأصولية، وهذا انعكس على تغطيتها الإعلامية وعرضها للمسألة اليمنية بما يخالف الواقع.

ويضيف: في الوقت نفسه تحكمت ميليشيا الحوثي بالمعلومات وفبركتها في مناطق سيطرتها، ما جعل الإعلام الدولي يظهر وكأنه يدار من الضاحية الجنوبية في بيروت. ونلاحظ تركيز الإعلام الدولي على أخطاء التحالف وبشكل مكثف وتجاهل للجرائم الحوثية المتلاحقة في مناطق سيطرتها وفي المحافظات التي احتلتها وتم تحريرها أو التي ما زالت محاصرة كتعز.

ويشير إلى أن المنظمات الحقوقية مثلاً رصدت في ذمار آلاف الانتهاكات وهي محافظة يسيطر عليها الكهنوت الحوثي إلا أن الإعلام يتجاهل الجرائم الحوثية.

ولفت الانتباه إلى مسألة مهمة هي أن توظيف الملف الإنساني من ميليشيا الحوثي وداعميها يتكامل مع بعض الاتجاهات الدولية التي تحاول أن تبتز التحالف العربي، كما أن بعض منظمات الأمم المتحدة الإنسانية أصبحت جائعة وجشعة لتتمكن من تمرير مصالحها المتضخمة في بيروقراطية تحتاج للمال، وهذا ما يدفعها إلى استغلال الأوضاع في اليمن وتعمل مع الحوثيين لتحصيل الأموال، وبالتالي يتم التركيز على التحالف العربي والشرعية ويتم تجاهل الدور الإجرامي للحوثيين.

* نقلا عن صحيفة البيان الخليجية

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد