رفع رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ سلطان البركاني، اليوم الأربعاء، تقريراً للرئيس عبدربه منصور هادي، قال إنه “خلاصة للاتصالات والمشاورات والنقاشات التي أجراها أعضاء المجلس خلال الأيام الماضية حول ما يدور على الساحة الوطنية”.
وتضمن التقرير الذي نشرته وكالة سبأ” جملة من المطالب، أبرزها مضاعفة جهود تنفيذ اتفاق الرياض نصاً وروحاً على الأرض الواقع وانجاز ترتيبات عودة الرئيس والبرلمان وبقية مؤسسات الدولة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وكذا تواجد نائب الرئيس ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وكافة القيادات العسكرية والأمنية في مأرب بشكل عاجل لصد العدوان الحوثي.
وشمل التقرير، المطالبة بإجراء الترتيبات الأمنية والضرورية لانعقاد مجلس النواب بأسرع وقت ممكن في العاصمة المؤقتة عدن أو مأرب أو أي محافظة أخرى.
كما طالب بالتنسيق والتشاور مع التحالف العربي بشأن الخطوات الضرورية التي يجب على الحكومة اتخاذها بشأن اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة بما يوقف عبث عصابة الحوثي واستهتارها بالعالم أجمع.
وطالب رئيس البرلمان الرئيس هادي، بإصدار توجيهات عاجلة للحكومة بمضاعفة جهودها واهتمامها لمواجهة جائحة كورونا للحفاظ على حياة المواطنين والتخفيف من الآثار المدمرة لهذه الجائحة وإنقاذ حياة الناس.
كما أكد على أهمية قيام السلطات القضائية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية في حق قيادة المليشيات الحوثية الانقلابية وإحالتهم للمحاكمة عن الجرائم التي ارتكبوها ومازالوا يرتكبونها.
وأختتم التقرير بتأكيد على أن الوضع يتطلب مزيداً من الإجراءات وحشد كل الجهود والطاقات واتخاذ القرارات الجريئة بما يعيد الأمل للناس ويشعر البغاة أن للجنون عواقب وخيمة.
وإليكم نص تقرير رئيس البرلمان نقلا عن وكالة سبأ:
فخامة رئيس الجمهورية الأخ المشير / عبدربه منصور هادي حفظكم الله
تحية وتقدير:
يشرفني أن أبعث إليكم خلاصة الاتصالات والمشاورات والنقاشات التي أجراها إخوانكم أعضاء مجلس النواب خلال الأيام الماضية تتعلق بما يدور على الساحة الوطنية وما يجري في هذا الظرف العصيب الذي يعاني منه العالم أجمع من جائحة “كورونا” وحجم تلك الكارثة المهول وتوجيه كل إمكانيات العالم العلمية والمادية والبشرية ومقدرات كل الشعوب لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن تلك العصابة الباغية الحوثية التي تعيش على الموت وتتسلى به وتتزود بالدماء فإنها وفيما كان يفترض عليها أن توجه كل الجهود والإمكانيات في مناطق سيطرتها لمواجهه كارثة كورونا لإنقاذ المواطنين من خطر هذا الوباء، إذا بها توجه كل ما لديها من إمكانيات وجهود لتشن حروب على أبناء شعبنا اليمني وتقتل بشر وتدمر منشآت وتخلف قتلى وجرحى بالمئات في جبة نهم وصرواح والجوف ومأرب ومناطق الساحل الغربي والضالع وتعز والبيضاء وغيرها وتدمر منطقة تلو الأخرى من خلال تلك الحروب وإطلاق الصواريخ لتحصد أرواح المصلين والآمنين بكل بشاعة وإجرام لتعبر من خلال ذلك عن دموية غير مسبوقة ووحشية غير معهودة وإجرام منقطع النظير (لا ترقب في مسلم إلًا ولا ذمة ) ولا تعطي لآدمية الإنسان أي اهتمام أو قيمة فيما كان يفترض عليها أن تعلن إيقاف دمويتها ووحشيتها بإعلان إيقاف الحرب ليتمكن الجميع من مواجهة كارثة كورونا وتتيح الفرصة للشرعية وكل الخيرين من الأشقاء والأصدقاء الذين يهتمون بحال اليمنيين أن يتفرغوا لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة إلا أنها ظلت تمارس ما جبلت عليه غير آبهةً بحياة اليمنيين وبدون أدنى مسؤولية أو إنسانية وأنه لأمرٌ حزين أن تستمر في غيها على مرأى ومسمع من العالم وفي مقدمتهم الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص السيد مارتن جريفث الذي أقام الدنيا ولم يقعدها أثناء المواجهات في الحديدة في ظرف عادي، واليوم اليمن والعالم في ظرف استثنائي خطير لم نسمع لتلك الدعاوى الإنسانية صوت “ولَمْ تنْبَسْ بِبِنْتٍ شفة ” بالرغم من أن تلك العصابة التي امتنعت عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم وحولته إلى مجرد ورقة ستسقط في أي لحظة، ولم يعد له أي قيمة أو معنى.
ويدفع اليمنيون أثمانًا باهظة يومياً لحالة اللا حرب واللا سلم التي تسيدت الموقف بعد الاتفاق، لتأتي بعد ذلك حروب الحوثيين الأخيرة وما خلفته من دماء ودمار الأمر الذي يجعل من الواجب علينا جميعاً ومعنا أشقاءنا بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية العمل على إيقاف ذلك الصلف والجنون والجموح الذي تمارسه تلك العصابة من خلال إجراءات تصدر بشكل عاجل وللضرورة القصوى في الجانب السياسي والعسكري والقانوني والإداري تتخذ من قبلكم وبقية المؤسسات وأشقاءنا بالتحالف ومن أهمها :
١- مضاعفة الجهود التي تبذلونها لتنفيذ اتفاق الرياض نصاً وروحاً وتنفيذه على أرض الواقع بما يضمن تحقق الأهداف المتوخاة منه، وضرورة إنجاز جميع الترتيبات والمتطلبات الواردة فيه لعودة الرئيس والبرلمان والحكومة وبقية المؤسسات إلى عدن بما يمكنها جميعًا من الإلتئام وممارسة دورها في خدمة الناس والارتباط بهم والاهتمام بشؤونهم ومعالجة مختلف الأوضاع، وقيادة عملية التحرير واستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.
٢- أهمية تواجد نائب الرئيس ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وكافة القيادات العسكرية والأمنية في مأرب بشكل عاجل لصد العدوان الحوثي وقيادة المواجهات التي يقوم بها أبطال الجيش الوطني والمواطنين الذين يقدمون حياتهم يوماً بعد يوم دفاعًا عن الثورة والجمهورية والديمقراطية واليمن الاتحادي , ويمكن تواجد الحكومة ومجلس النواب لأهمية ذلك وإشعار المعتدين أن الجميع جاهزون لردع العدوان ومواجهته، وإنهم يحملون غصن الزيتون بيد من أجل السلام ويدعون إلى تسوية سياسية شاملة، ويحملون البندقية بيد أخرى لمواجهة العدوان وردع المعتدين وأن إيمانهم بإنجاز تسوية شاملة تضمن سلام دائماً واستقراراً شاملاً قد كاد ينفد جراء تسويف الحوثين وعبثهم به وعدم تسليمهم بخياراته.
٣- الترتيبات الأمنية والضرورية لانعقاد مجلس النواب بأسرع وقت ممكن في العاصمة المؤقتة عدن أو مأرب أو أي محافظة أخرى بما يمكنه من الوقوف على كافة الأوضاع والتحامه بالجماهير ورفع معنوية أولئك المقاتلين الأبطال وأداء دوره في المساءلة والمحاسبة وإيقاف أي اختلالات.
٤- التنسيق والتشاور مع الأشقاء في التحالف العربي بشأن الخطوات الضرورية التي يجب على الحكومة اتخاذها بشأن اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة بما يوقف عبث هذه العصابة واستهتارها بالعالم أجمع بعد أن أصبح ذلك الاتفاق كما أشرنا مجرد ورقة لا تسمن ولا تغني من جوع جراء عدم التزام الحوثيين به والاستهتار بدور الأمم المتحدة وجنرالاتها الذين كلفوا واحد تلو الآخر بالإشراف ولم يتمكنوا من تنفيذ شيء على الأرض.
5- إصدار توجيهاتكم العاجلة للحكومة بمضاعفة جهودها واهتمامها لمواجهة جائحة كورونا للحفاظ على حياة المواطنين والتخفيف من الآثار المدمرة لهذه الجائحة وإنقاذ حياة الناس واعتبار الدولة وأجهزتها بحالة استنفار تام لمواجهة هذا الخطر وتوفير كل ما من شأنه الحد منه وإيقاف تداعياته , وأعطى الأولوية الأولى بتوجيه الإمكانات المتاحة لمواجهة هذا الوباء والتخفيف على شعبنا من معاناته.
6- أهمية قيام السلطات القضائية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية في حق قيادة المليشيات الحوثية الانقلابية وإحالتهم للمحاكمة عن الجرائم التي ارتكبوها ومازالوا يرتكبونها بدءاً من استخدام القوة في تقويض المسار السياسي وتنفيذ الانقلاب على الشرعية التوافقية والدستورية وقصف مقر إقامتكم في العاصمة المؤقتة عدن وإبرام الاتفاقات مع دول أجنبية وإشعال الحرب على اليمنيين في مختلف المحافظات وإزهاق أرواح الأبرياء الآمنين وقصف التجمعات السكانية ودور العبادة والمدارس والمشافي وتخريب الاقتصاد والاعتقال والإخفاء القسري وغير ذلك من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وهي كلها جرائم لا تسقط بالتقادم.
7- يتوجه أعضاء مجلس النواب بأصدق آيات الشكر والتقدير والثناء والعرفان للأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على المواقف الأخوية الصادقة وما بذلوه وقدموه من غالٍ ونفيس لنصرة إخوانهم اليمنيين ضد المشروع الإيراني البغيض والموروث الإمامي المتخلف مؤكدين أن ذلك سيخلد في انصع صفحات التاريخ ويتمنوا عليهم الاستمرار حتى يعاد الحق إلى نصابه ويزول الخطر المحدق باليمن وجيرانها جراء تمدد المشروع الإيراني وتدفق السلاح والمال لقتل اليمنيين وإقلاق المنطقة وتهديد أمنها وأمن الملاحة الدولية واقتصاد العالم.
والشكر موصول لكافة دول التحالف العربي التي سارعت منذ اللحظة الأولى لإنقاذ أشقائها باليمن والدفاع عنهم وقدمت جل ما لديها من إمكانيات ودماء لنصرة الحق والدفاع عن أمن واستقرار المنطقة وإسقاط المؤامرة والانقلاب في بلادنا ومنع تنفيذ الأجندات والمشاريع الخارجية التي تستهدف فيما تستهدف الأمن القومي العربي، وأن دول التحالف تلك وبقية أشقاءنا في العالم العربي مطالبون ومدعوون للوقوف إلى جانب الشعب اليمني لمواجهة خطر ذلك المشروع.
ختاماً: يا فخامة الرئيس أننا لنؤكد أن الوضع يتطلب مزيداً من الإجراءات وحشد كل الجهود والطاقات واتخاذ القرارات الجريئة بما يعيد الأمل للناس ويشعر البغاة أن للجنون عواقب وخيمة وأن شعبنا اليمني سوف يتغلب على محنته لامحاله وينتصر لثورته وجمهوريته وأمنه واستقراره ومشروع دولته الاتحادي.