محمد قشمر :
تنتابني كما تنتاب اغلب الشعب اليمني حالات من القلق المحموم على ما الت اليه الأوضاع في بلادنا والأكثر الماً هو ما آلت اليه أوضا الشعب اليمني العزيز .
اصبحت الأخبار عبارة عن كتلةٍ من الجمر تحرق الارواح قبل الجسد فيها تجسيد لما يعانيه اليمني البسيط من هموم تتراكم بعضها فوق بعض وهو قابعٌ ينتظر أن تصل هذه المآساة الى نهاياتها عله يأخذ نفساً عميقاً يخرج معه كل الأوجاع التي اتعبته خلال هذه الفترة المضنية من تاريخ شعب مازال حتى الان خلال فترة من مئات السنين يبحث عن الضوء ويبحث عن المخرج يبحث عن الطريق .
المشكلة الكبرى والمعضلة التي تواجهنا كشعب وكوطن يحمل في جوفه وعلى ظهره الكثير من الخيرات هو أنه دائماً يتعثر بتلك الشلة التي تتصدر لقيادته ، فيقع في حثالات لا تبحث عن مجدٍ لوطن وأمن لمواطن بقدر ما تبحث عن وجودها الشخصي .
ها نحن قادتنا تلك القيادات الطامعة بالخلود الموهوم والمطامع الناقصة الى هاوية سحيقة وقع فيها كل حر وكل عزيز وكل طاهر وكل شريف . اليمن يغرق الان رويداً رويداً في بحارٍ من دم يغذيها كل فكرٍ منحط وكل خبيث لا يرى في هذه البقعة من الارض غير أنها أداة كسب لا بد من أن يستفيد منها في هذه اللحظة بالذات لأنها قد قد لا تتكرر .
أصبح حمقى الوطن وحقراء الارض يسطرون أسوء سطور اليمن سواداً وقتامةً . هاهم يجبروننا على أن نبقى في ذيل المجتمعات وفي نهايات الوجود .
ها هو اليمني البسيط المسكين أصبح يتوجه الى بعطن البلدان ليبيع جزءاً من جسده عله يحظى ببعض القوت له ولإبنائه ، ذلك يركب البحر ليهرب من ذاته فلا يجد الا الموت في كل دربٍ وطريق . الدبلوماسية اليمنية لم تفلح حتى الان بمساعدة اليمني العادي في الحصول على ملجأ يذهب اليه ويكون عزيزاً ، فلقد اصبح الجواز الذي يحمله اليمني في كفه عبارة عن تهمة يحاسب عليه عند القريب قبل الغريب واصبح ذلك الحر العزيز اليماني مسجون بين أناته وجروح أصحابه .
ومازالت المواثيق الدولية الراقية التي تحترم الانسانية لا تعرف طريقها الى بلدي لأن القائمين على الانسانية على مستوى العالم اصبحوا جزءاً من المشكلة واصبحوا يطلبوا الغنيمة اولا قبل أن يمدوا يد العون لمن يحتاجها ، وأصبحت خارطة الطريق للخروج من هذه الظارثة مرهونة بالتنازلات التي تمس كل القيم والمبادئ السامية في نظرنا.
لم يقدم قادة اليمن لليمن الا الدمار . هناك بقايا من شموخ تقاتل الموت من أجل أن تعيش ونحن نسميها المقاومة والجيش الوطني لكنها ايضاً لم تحصل حتى الان على القيادة التي تؤمن بها أكثر مما تؤمن بالمجتمع الدولي . ونحن أصبحنا نتعثر بالسياسة الخارجية لبلادنا واصبحت تلك السياسة تخوض غمار حربٍ نحن وقودها ولكنها لا تحقق لنا الا النزر اليسير جداً .
انا احمل جوازاً يمنياً وهوية يمنية وروحاً يمنية وقلباً يمنياً خالصاً لهذا يكتب علينا الخوف والفزع نخشى ان نغادر جدران الالم لأنه لا يمكن لأحد ان يستقبل آهاتنا . لكنا أيضاً لا نجحد النجاحات التي قد تشعل او تحاول أن تشعل شيئاً من نور دبلوماسي في عيوننا المتعبة . وأقصد ان ما ححقته سفارتنا في ماليزيا وذلك بالتعاون مع الشخصيات الاجتماعية البارزة هناك جعلنا نشعر انهم فتحوا نافذة أمل صغيرة في جدار اليأس . ونتسائل بحيرة هل يستحيل على الدبلوماسيين اليمنيين أن يفتحوا لنا نافذة أخرى في مصر العروبة أو اردن الأخوة أو في مملكة الخير الكبير أرض الحزم والعزم ، كما ان الددبلوماسية العربية ممثلة بالتحديد بالدبلوماسية السعودية استطاعت أن تحقق نجاحاً بخصوص اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان وذلك ايضاً بجهود كل الصادقين من الداخل والخارج اليمني والمنظمات المحلية التي اصبحت تدرك ماذا تعنيه اللجان الدولية .
قد يكون هذا جزء من نصرٍ للسياسة الخارجية اليمنية المنهكة بالتلميع . انا أحاول أن أرسل للعزيز عبد الملك المخلافي رسالة محبة أقول له أنت تحملت مهمة صعبة جداً في وقت حرج جداً . اعتقد أن تاريخك يشفع لك كسياسي يمني مخضرم لكنا يا عزيزي حقيقةً لم نلمس الكثير منك بصفتك وزيراً للخارجية . نعلم أنك تحاول أن وأن وأن وهذا جميل لكنا نريد أن نلمس تلك المحاولات لتلك ال(أن) لا أن نبقى بين تلك الإنات . اليمنيون يحتاجون إخلاصكم في خدمتهم حباً في تاريخكم . الشعب يا قادتنا الأجلاء لا يموت ، نعم قد يقهر لكنه لا ينكسر .
ايضا ذلك الشعب الذي يكابد كل الام الحياة ومنغصاتها لا ينسى أن هناك من سعى لأن يضيء حياته بدمائهم . لا تنتظروا أن يسعى الاخرين بدلاً عنكم فأنتم اصحب الشأن وأرباب القضية إن كنتم تعلمون