تكشف أرقام المنظمات الدولية والهيئات الرسمية أرقاماً “مفزعة” عن وضع الأطفال في اليمن ومستوى الكارثة التي تسبب فيها انقلاب المليشيا على الطفولة في اليمن.
وفي حين يحتفل العالم يوم 20 نوفمبر من كل عام بيوم الطفل العالمي، إلا أن هذه المناسبة تحل على أطفال اليمن في ظل استمرار الحرب للعام الثالث على التوالي، ومستقبل قاتم لا يوحي بانتهاء الحرب قريباً بسبب رفض المليشيا لكل مبادرات السلام.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخراً فإن نحو 11 مليون طفل في اليمن مادون 18 عام يعانون من مشاكل صحية ونفسية, وبحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب الحرب الدائرة في اليمن.
ويعد تجنيد الأطفال والحرمان من التعليم من القضايا التي نالت الاهتمام الأكبر من قبل المنظمات الدولية حيث رصدت تورط الحوثيين في ارتكاب هذه الجريمة التي تسبب في مقتل وإصابة المئات منهم في جبهات القتال.
وفي حين يؤكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور/ عبد الملك المخلافي أن نحو 70% من قوام المليشيا الانقلابية هم من الأطفال، تمكنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” من التحقق من تجنيد 1800 طفل في الحرب منهم.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن المليشيا الانقلابية استخدمت الأطفال كجنود، ويُقدّر عددهم بثلث المقاتلين في اليمن. وفي 2015، وجدت الأمم المتحدة أن 72 بالمئة من أصل 762 حالة تجنيد أطفال ثابتة قام بها الحوثيون، بنسبة ارتفاع قدّرت بخمس مرات، مع تفاقم التجنيد القسري.
من جهته وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان 1529 حالة تجنيد للأطفال من قبل الميليشيا الانقلابية في عدد من المحافظات، غالبيتهم في مناطق ذات نمط اجتماعي فقير, وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال في صفوف المليشيا الانقلابية أكثر من 12 ألف طفل مجند.
وأكد عصام المثني الشاعري, رئيس مؤسسة صح لحقوق الإنسان, في مؤتمر حقوق الانسان بجنيف أنه تم توثيق 2438 حالة تجنيد إجباري للأطفال في محافظات ” ذمار – عمران – صعده – حجة – المحويت – ومناطق تهامة”.
وقال: إنه تم توثيق مقتل 453 طفلا من المجندين، وإصابة 83 بإعاقات دائمة، ومقتل 105 أطفال مجندين في محافظة المحويت وحدها, مضيفاً أن المؤسسة وثقت مقتل 30 طفلا مجندا في صفوف المليشيا الانقلابية كلهم من مدرسة واحدة.
أما سوء التغذية فذكرت منظمة الصحة العالمية في تقارير لها أن 7 مليون يمني مهددون بالمجاعة بينهم 2مليون طفل باتوا على حافة الموت بسبب سوء التغذية المنتشرة جراء الحرب.
وقال أنتوني ليك، مدير منظمة الأمم المتحدة لرعاية الأمومة والطفولة (يونيسف)، في بيان له إن “أكثر من 400 ألف من أطفال اليمن معرضون لخطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد”.
حرمان من التعليم
وأكدت منظمة اليونيسيف أن 4.5 مليون طفل محرمون من التعليم بسبب الحرب الدائرة في البلاد، ونزوح الآلاف من الأسر، وتدمير المدارس، بالإضافة إلى تحويل المئات منها إلى معسكرات.
وأقدمت مليشيا الحوثي على توقيف رواتب المعلمين وتحويل المدارس إلى معسكرات لتدريب عناصرها وتخزين الأسلحة هربا من استهداف مقاتلات التحالف العربي.
ودعا القيادي بمليشيا الحوثي حسن زيد الشهر قبل الماضي إلى استمرار التوقف عن الدراسة والدفع بالمعلمين والطلاب إلى الجبهات لحسم للقتل إلى جانب المليشيا.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تقرير له بعنوان “أطفال اليمن في مرمى النيران” عن مقتل300 طفل و1804 جريح في محافظة تعز جراء القصف المدفعي المتواصل على أحياء المدينة من قبل المليشيا الانقلابية خلال الفترة من 11 أبريل 2015م وحتى 18 سبتمبر 2017م”.
وسجلت منظمة سام لرصد حقوق الإنسان في الشرق الأوسط 107 حالة انتهاك بحق أطفال اليمن خلال شهر اكتوبر الفائت منها 36 حالة تجنيد من قبل المليشيا الانقلابية في محافظات الحديدة وإب وعمران.
واكدت المنظمة ان هناك زيادة مقلقة في انتهاكات الطفولة خلال شهر أكتوبر أغلبها في محافظتي تعز و الحديدة، بسبب القصف العشوائي والتجنيد غير القانوني للأطفال.